اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حروب. إظهار كافة الرسائل

قصة معركة أنتيتام

المشاهدات

وقعت معركة أنتيتام في سبتمبر 1862م كأول غزو كونفدرالي كبير للشمال الأمريكي في الحرب الأهلية ، وقد منحت لرئيس لينكولن انتصارًا عسكريًا كافيًا لجعله يتقدم بقوة لإعلان التحرر ، وكانت معركة عنيفة بشكل مثير للصدمة ، حيث كانت الإصابات مرتفعة على كلا الجانبين مما جعلها تعرف باسم ” أكثر الأيام دموية في التاريخ الأمريكي ”

وقد أصبحت تلك المعركة مترسخة في الذاكرة الأمريكية لأن المصور ألكسندرجاردنر قد زار ساحة المعركة في خلال أيام قليلة من انتهاء القتال وقام برسم صور للجنود القتلى الذي كانوا لا يزالون في ساحة المعركة ، وقد سببت تلك الصور صدمة كبيرة للمشاهدين عندما تم عرضها في نيويورك .

وقد أتت المعركة بعد أن قضى جيش الاتحاد صيفًا من الهزائم في فرجينيا وأصبح مصاب بحالة من الإحباط  وخاصة في معسكراته القريبة من واشنطن العاصمة ، لكن على الجانب الفيدرالي كان الجنرال روبرت إي لي يأمل في توجيه ضربة حاسمة بغزو الشمال ، وكانت خطته تتمثل في ضرب بنسلفانيا وتعريض العاصمة للخطر لإجبارها على الدخول في الحرب ، وبدأ الجيش الكونفدرالي في العبور إلى بوتوماك في 4 سبتمبر ، وفي خلال عدة أيام دخل بلدة تقع في غرب ولاية ماريلاند تسمى فريدريك ، ثم قام لي بتقسيم قواته وأرسل جزء من الجيش للاستيلاء على بلدة هاربرز فيري وترسانتها العسكرية .

أما قوات الاتحاد بقيادة الجنرال جورج مكليلان فبدأت تتحرك شمال غرب منطقة واشنطن العاصمة لمطاردة قوات الكونفدرالية ، وقد صادفتهم ضربة حظ غير متوقعة بالمرة ، حيث قاموا بالتخييم في منطقة كان جيش الكونفدرالية قد خيم فيها قبل عدة أيام ، وهناك وجدوا نسخة من أوامر الجنرال لي بالتفصيل وكيف سيقوم بتقسيم قواته .

وبالرغم من أن ماكملان أصبح يمتلك معلومات استخباراتية لا تقدر بثمن عن التقسيم الدقيق لجيش الكونفدرالية ومواقع انتشارها ، إلا أن عيب ماكميلان المميت أنه كان مفرطًا في الحذر ، وهذا جعله لا يستفيد جيدًا من تلك المعلومات التي بين يديه وواصل سعيه للحاق بجيش الكونفدرالية الذي كان قد بدأ بالفعل في تعزيز قواته والتحضير لمعركة كبرى .

وفي الرابع عشر من سبتمبر عام 1862م وقعت معركة ساوث ماونتن من أجل تحرير الممرات الجبلية المؤدية إلى غرب ولاية ماريلاند وأخيرًا أجبرت قوات الاتحاد الكونفدراليين على التراجع إلى الحقول الزراعية الواقعة بين الجبل الجنوبي ونهر بوتوماك ، وقد بدا لجنود الاتحاد أن هذه هي المعركة الكبرى التي كانوا يتوقعونها من الكونفدراليين ، إلا أن جيش الاتحاد كان قد تراجع لكنه لم يهزم ، وكان لي يعيد ترتيب قواته بالقرب من أنتيتام .

وفي 16 سبتمبر استعد الجيشين للمعركة ، وعلى جانب الاتحاد كان ماكميلان معه أكثر من 80 ألف رجل تحت قيادته ، أما لي فقد تضاءلت قواته بسبب المعارك السابقة ليصبح معه 50 ألف رجل فقط ، وفي ليلة 16 سبتمبر بعدما استقر كل من الفريقين في معسكره ، بدا واضحًا أن معركة كبرى سوف تدور في اليوم التالي .

بدأت المعركة في 17 سبتمبر وكانت مثل ثلاثة معارك مختلفة مع وجود حدث كبير دار في مناطق متفرقة على أجزاء متفرقة من النهار ، وقد وقعت أول معركة في الصباح الباكر وكانت صدام عنيف في أحد حقول الذرة ، وبعد الفجر بفترة وجيزة فتح الرجال في كلا الجانبين النيران وعلى مدار ثلاثة ساعات متتالية اشتبك الجيشين ذهابًا وإيابًا ، وقد أصيب ومات عدد كبير من كلا الجانبين .

وخلال الجزء الأكبر من الصباح بدا القتال يدور على أرض حيطة بكنيسة ريفية بيضاء صغيرة أقامتها طائفة محلية ألمانية مسالمة تدعى دونكرز ، وقد تلقى قائد قوات الاتحاد في هذا الهجوم رصاصة في قدمه وتم نقله بعيدًا عن الميدان ،وبحلول وقت متأخر من الصباح كانت مذبحة حقل الذرة قد انتهت لكن الحركة القتالية بدأت تعود للاشتداد في ساحة أخرى .

بعد نهاية يوم دامي من المعارك المتفرقة والمواجهات الطويلة ، كانت الخسائر من الطرفين مذهلة ، حيث يرجح أن حوالي 23 ألف رجل قد قتلوا أو جرحوا في ذلك اليوم ، وفي صباح اليوم التالي اشتبك المتبقي من الجيشان قليلًا لكن ماكميلان بحذره المعتاد لم يضغط من أجل استمرار الهجوم ، بل بدأ في إخلاء جيشه والانسحاب عبر نهر بورتماك عائدًا إلى فيرجينيا ، وقد مثلت الخسائر الفادحة صدمة للأمريكيين من كلا الفريقين ، ولا تزال تلك المعركة من أكثر الأيام دموية في التاريخ الأمريكي .

قصة خشوع

المشاهدات

وطنٌ ولكن""
من قصص وطن في بلد السنديان والسلام
أثناء الجلوس الهادئ مع حفنة من نسيم الاستقرار، كسرته موجة من الحناجر الخائفة، فكان الردُّ قذيفة رجّت قلوب المئات ، وما هي إلّا دقائق حتى ملئت المنطقة صراخ النساء والأطفال، نظرت إلى نفسي جسدي حتّى عائلتي ما من أحد تأذّى . هرعت أمي بمناجاتي بترك المنطقة خوفاً بتلوثي بغبار الحرب ،مقترحةً فكرة اللجوء إلى البلد الشقيق الذي يقطنه العديد من أخوالي ..حافظت على رفضي البات ومنعي الدائم ، إلى أن أخضعني حنانها الكبير بالقبول بفعل الأمر ولكن اشترطتُ عليها مصاحبتي السفر لخوفي من الأخبار المتتالية حول اغتصاب العديد من نساء الأحياء المجاورة.
والقصة لم تنتهي هنا حيث اعترضت سيارتنا اثناء الرحيل مجموعة مسلحة بدأت بفتح النار علينا فلم تكن النتيجة إلّا طلقة في ساقي وساعات من الإغماء . استيقظت على آيات قرآنية تهمس في أذني طمأنت قلبي ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً فما إن فتحت عيني حتّى تعالت الأصوات بلهجاتٍ مختلفة ،نظرت من حولي فكانت الحالة عبارة عن نساء ورجال عاطلون عن العمل ، خرجتُ لأروّح عن نفسي ، فزاد ذلك الأمر سوءاً فلم أجد إلّا أطفال هويتي يرعبون المارّة راسمين عناويين من الشغب والأذى .بدأت أكره جنسيتي .

بحثتُ عن حلٍّ فوجدت قدماي تسوقانني إلّى المحال التجارية و الأماكن الصناعية ، ورحت اسأل هنا وهناك فلم أجد أيّ عملٍ يملأ الفراغ الذي أعيشهُ وحالة التقشف والفقر التي تقتلني ، عدت إلى المنزل سألت رجال هويتي كيف يعيشون لا عمل ولا مال، فتفاجئت أبناء بلاد الخيرات والأموال يعيشون من وراء المساعدات الإغاثية ، ولكن مواجهة مشكلة عدم العمل أجبرني إلى وضع كرامتي جانباً والذهاب إلى الحصول عليها .. وعند ذهابي أكتشفت الحالة المريرة التي يعانيها الآلاف حيث انهم لم يضعوها فقط بل باعوها كليّاً.

إلى أين أذهب ؟! أأعود إلى وطن عانفت الأشباح شوارعه وسكنت الأرواح حطام منازله ؟! .. إلى أين ألجأ ؟! وأرى كلّ يومٍ آلاف المواطنين يعانون حالة اليأس والألم ويحترقون بنيران الغربة غارقين ببحور الشوق والحنين إلى الوطن .. ماذا عساي أفعل ؟ ما من أحد يستطيع شرح ما حصل ويحصل ، كل شيء يختصر بالمثل المأثور " جبناء سلبوا منّا الحرية فبتنا بلا وطن "

قصة تدهور الجمهورية الرومانية

المشاهدات


حتى عام 140 قبل الميلاد كانت الإقطاعيات الزراعية الكبرى قد انتشرت تمامًا في الجمهورية الرومانية ، وكان مجلس السيناتوس محتكرًا للسلطة السياسية ، إلا أن هذا الاحتكار قوبل بدءًا من هذا التاريخ بتحدي عنيف ، وخاصة عقب ظهور زعيما الإصلاح ؛ الأخوان تيبريوس وجايوس جراكوس ، ولم ينته هذا التحدي إلا بزوال النظام الجمهوري نفسه .

تيبريوس جراكوس :
رأى تيبريوس أن الخطر الأكبر على الجمهورية الرومانية يكمن في نظام الإقطاعيات الزراعية الضخمة ، والتي نتج عنها تشريد المزارعين الرومان الفقراء ، وكان العلاج في وجهة نظره هو إعادة توزيع الأراضي الزراعية من جديد ، فقام تيبريوس بترشيح نفسه نقيبًا للعامة وذلك في عام 133 قبل الميلاد ، حيث قدم اقتراح بإعادة تطبيق قانون ليكينيوس سيكستوس والذي صدر في 367 قبل الميلاد .

وحدد الحد الأقصى للملكية الفردية في الأراضي بما لا يزيد عن خمسمائة فدانًا رومانيًا ، وأضاف إليه خمسمائة فدانًا أخرى ، للابنين البالغين ليصبح بذلك الحد الأقصى للملكية ألف فدان للأسرة الواحدة .

ثم عمل تيبريوس على تشكيل لجنة للإصلاح الزراعي ، تكونت منه ومن شقيقه جايوس جراكوس ، وأبيوس كلاوديوس لممارسة تطبيق الاقتراح السابق عمليًا ، وذلك بعد أن نجح في استصدار قانون من مجلس السيناتوس بهذا المعنى .

ثم حاول تيبريوس ترشيح نفسه للعام الثاني على التوالي ، لمنصب التريبون وهذا التشريح المتوالي ، بالنسبة للجمهورية الرومانية آنذاك كان مخالفًا لتقاليدها ، حيث كانت التقاليد الرومانية تقتضي أن يرشح التربيون نفسه لعام واحد فقط ، والترشيح مرتين هو أمر مخالف لقوانين فيلليوس الصادر عام 180 قبل الميلاد ، إلا أن تيبريوس كان قد رشح نفسه لهذا المنصب للعام الثاني على التوالي ، مبررًا ذلك بأنه أراد ضمان تنفيذ القانون ، فثار ضده بعض أنصار مجلس السيناتوس وقبضوا عليه وبعض أعوانه واغتالوه .

وعلى الرغم من حادث الاغتيال ، إلا أن لجنة الإصلاح الزراعي ظلت تمارس عملها ، لفترة أربعة أعوام متتالية حتى عام 120 قبل الميلاد ، وكان بها جايوس جراكوس ، الذي حرص بدوره على تنفيذ رؤية شقيقه تيبريوس في الإصلاح الزراعي .

جايوس جراكوس :
كون جايوس جبهة قوية ضد مجلس الشيوخ من أصحاب المصالح المالية والتجارية والفقراء والحلفاء الإيطاليون ، وفي ظل السماح بدءًا من عام 131 قبل الميلاد ، بإعادة ترشيح التربيون لنفسه مرة أخرى ، قام بترشيح نفسه لمنصب التربيون من 124 قبل الميلاد وحتى 122 قبل الميلاد .

ونتيجة لازدياد شعبيته بين الفقراء الرومان على وجه الخصوص ، بسبب القوانين المتتالية التي أصدرها والتي كان هدفها الأول تحقيق قدر من الرخاء للفقراء كقانون توزيع الغلال على فقراء روما ، بنصف سعر السوق مجانًا فيما بعد ، حاول مجلس الشيوخ التخلص منه وتمكنوا من قتله، هو وثلاثة آلاف من أعوانه .

وكان جايوس قبل اغتياله قد عمل على التأسيس لعدد من المشاريع البناءة لخدمة الفقراء ، إلا أن أهم مشروع عمل عليه جايوس كان محاولته تأسيس مستعمرة ، لأول مرة عبر البحر مقتديًا بالإغريق ، في مكان قرطاجنة القديمة ، وقد بناء هذه المستعمرة بناء على صدور قانون ، يعرف باسم قانون روبريوس نسبة إلى نقيب العامة ، الذي تبنى المشروع بتشجيع من جايوس .

ماريوس وسولا :
بينما كانت روما منهمكة في صراع حزبي احتدم بين السيناتوس وجايوس ، كانت الجيوش الرومانية مشتبكة على الجدود في سلسلة من الحروب دفاعًا عن سلامة أراضي الجمهورية .

ولم تمض عدو أعوام على موت جايوس ، حتى اتضح الفساد وعدم الكفاية واشتعلت من جديد نار التطاحن الحزبي ، أثناء ذلك القتال الذي خاضته روما في شمال أفريقيا ، ضد الزعيم النوميدي يوجورثا ، ولكن هذا الصراع الذي بدأ عام 111 قبل الميلاد ، أنجب جنديًا عظيمًا يدعى ماريوس وهو رجل عصامي إيطالي المولد وجندي آخر يدعى سولا وهو سليل لأسرة شريفة .

واللذان بفضلهما انتهت الحرب ضد يوجورثا لصالح روما ، وقد استطاع ماريوس أن يوجد لأول مرة جيشًا نظاميًا تقوم الدولة بتسليحه ، ويكون ولاء جنوده لقائدهم ، فكان الجنود يعتمدون على قوادهم في الحصول على المكافآت السخية ، هذا الأمر الذي ظهرت خطورته فيما بعد ، عندما تحول الجيش إلى جيوش أحزاب طبقية .

وبعد ذلك ظلت الجيوش تتألف من أتباع لكل من ماريوس وسولا ، وقيصر وبومبي مما جعلها مصدرًا للقلق على الدولة ، ثم ازداد الموقف تعقيدًا عندما حدث انقسام داخل حزب الشعبين في روما ، وبدأ زعمائهم المتطرفين يميلون إلى إنصاف الحلفاء الإيطاليين بمنحهم المواطنة الرومانية ، حتى قُتل أحد زعماء العامة وكان ينادي بمنح المواطنة الرومانية للإيطاليين ، من موقعه كنقيبًا للعامة .

فقام الإيطاليون بثورة عارمة سرعان ما تحولت إلى حرب ضد روما ، عرفت باسم حرب المارسية نسبة إلى المارسيون ، وكانت هذه الحرب الأهلية هي القشة التي زادت الفجوة ، داخل الجمهورية الرومانية ، وأدت إلى انهيارها تمامًا فيما بعد .

المصدر : قصص

قصة الحرب الباردة

المشاهدات


خلال الحرب العالمية الثانية قاتلت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي معًا كحلفاء ضد دول المحور ومع ذلك كانت العلاقة بين البلدين متوترة كان الأمريكيون منذ فترة طويلة قلقين من الشيوعية السوفيتية ، وكانوا قلقين بشأن الحكم الاستبدادي المتعطش للدماء للرئيس الروسي جوزيف ستالين في بلاده ، من جانبهم ، استاء السوفييت من رفض الأمريكيين لعقود طويلة معاملة الاتحاد السوفييتي باعتباره جزءًا شرعيًا من المجتمع الدولي ، فضلاً عن تأخر دخولهم في الحرب العالمية الثانية ، مما أدى إلى وفاة عشرات الملايين من الروس .

وبعد انتهاء الحرب ظهر الإحساس بعدم الثقة والعداء المتبادل أدت التوسعية السوفيتية في مرحلة ما بعد الحرب في أوروبا الشرقية إلى تغذية الكثير من مخاوف الأمريكيين من وجود خطة روسية للسيطرة على العالم. وفي هذه الأثناء ، جاء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية للاستياء على العالم ، مما اعتبره خطاب المسئولين الأمريكيين بالعدواني ، مع تراكم الأسلحة والتدخل في العلاقات الدولية ، وفي مثل هذا الجو العدائي ، لم يكن حزب واحد يتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب الباردة. في الواقع ، يعتقد بعض المؤرخين أنها كانت حتمية.

الحرب الباردة مرحلة الاحتواء :
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية اتفق معظم المسئولين الأمريكيين على الدفاع ضد التهديد السوفيتي ظهرت مرحلة ما يُعرف بالاحتواء في عام 1946م في البرقية الطويلة المشهورة Long Telegram أوضح ذلك الدبلوماسي جورج كينان تلك السياسية وقال كان الاتحاد السوفييتي قوة سياسية متعصبة وكان هنالك اعتقاد دائم من الولايات المتحدة بعدم وجود طريقة للتعايش معه أي لا يوجد أتفاق بين الأطراف ونتيجة لذلك كان الخيار الأوحد لأمريكا هو الاحتواء على المدى الطويل .

أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان (1884-1972)، أمام الكونجرس عام 1947م على دعم الشعوب الحرة التي تحاول مقاومة الخضوع تلك الطريقة شكلت السياسية الخارجية الأمريكية لأربعة عقود .

الحرب الباردة مرحلة العصر الذري :
قدمت إستراتيجية الاحتواء الأساس المنطقي لتراكم الأسلحة بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة وفي عام 1950م ردد تقرير مجلس الأمن القومي المعروف باسم NSC-68 توصية ترومان بأن تستخدم البلاد القوة العسكرية “لاحتواء” التوسعية الشيوعية في أي مكان ودعا التقرير إلى زيادة في الإنفاق الدفاعي بأربعة أضعاف.

على وجه الخصوص ، شجع المسئولون الأمريكيون تطوير أسلحة ذرية كتلك التي أنهت الحرب العالمية الثانية. هكذا بدأ “سباق التسلح” القاتل. في عام 1949 ، اختبر السوفييت قنبلة ذرية خاصة بهم. رداً على ذلك ، أعلن الرئيس ترومان أن الولايات المتحدة ستقوم ببناء سلاح نووي أكثر تدميراً: القنبلة الهيدروجينية ، أو “القنبلة الفائقة” وحذى ستالين نفس الحذو .

ونتيجة لذلك  كانت مخاطر الحرب الباردة عالية بشكل خطير. وأظهر أول اختبار للقنابل الهيدروجينية ، في جزيرة إنيويتوك المرجانية في جزر مارشال ، شكلت القنبلة كرة نارية تبلغ مساحتها 25 ميلاً مربعاً والتي تبخرت جزيرة ، وأحدثت فجوة ضخمة في قاع المحيط ، فلها القدرة على تدمير نصف مانهاتن ، وأدت التجارب الأمريكية والسوفيتية اللاحقة إلى نفايات مشعة سامة في الغلاف الجوي .

كان التهديد الدائم هو الإبادة النووية الذي كان له تأثير على الحياة المحلية الأمريكية وكذلك الروسية ، بنى الناس ملاجئ القنابل في ساحات بيوتهم ، ومارسوا تمارين الهجوم في المدارس والأماكن العامة الأخرى .

شهد عقد الخمسينات والستينات من القرن العشرين وباء من الأفلام الشعبية التي روّعت رواد السينما مع صور الدمار النووي والمخلوقات الفضائية ، وكانت الحرب الباردة وجودًا دائمًا في حياة الأمريكيين اليومية .

الحرب الباردة مرحلة الفضاء :
خدم استكشاف الفضاء كحلبة درامية أخرى لمنافسة الحرب الباردة. في 4 تشرين الأول / أكتوبر 1957 ، أطلق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز R-7 سبوتنيك ،  وهو أول ساتل اصطناعي في العالم وأول عنصر من صنع الإنسان يوضع في مدار الأرض

جاء إطلاق سبوتنيك بمثابة مفاجأة ، وليس مفاجأة لمعظم الأمريكيين ، في الولايات المتحدة ، كان يُنظر إلى الفضاء على أنه الحدود التالية ، وهو امتداد منطقي للتقليد الأمريكي الكبير في الاستكشاف ، وكان من الضروري ألا نفقد الكثير من السوفييت. بالإضافة إلى ذلك ، فإن هذا التظاهر للقوة الساحقة لصاروخ R-7 – الذي يبدو أنه قادر على توصيل رأس حربي نووي إلى فضاء أمريكا أو الجو الأمريكي  – جعل جمع المعلومات الاستخبارية حول الأنشطة العسكرية السوفييتية ملحًا بشكل خاص .

في عام 1958 ، أطلقت الولايات المتحدة القمر الصناعي الخاص بها Explorer I  الذي صممه الجيش الأمريكي تحت إشراف عالم الصواريخ ويرنر فون براون ، وفي نفس العالم وقع الرئيس دوايت آيزنهاور على إنشاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ، وكالة مخصصة لاستكشاف الفضاء بالإضافة إلى العديد من البرامج التي تسعى إلى استغلال الإمكانيات العسكرية للفضاء ، وتحرك السوفيت خطوة للأمام ووصول أول رجل للفضاء عام 1961م .

وفي شهر مايو من نفس العام سافر رائد الفضاء ألان شييارد كان أول رجل أمريكي في الفضاء ، واتبعه في 20 يوليو 1969م نيل أرمسترونج في مهمة ناسا أبولو 11 ، أول رجل يضع الطعام على سطح القمر وفازت أمريكا بفعالية في سباق الفضاء للأمريكيين أصبح رواد الفضاء الأمريكيون ينظر إليهم على أنهم أبطال أميركا ، تم تصوير السوفيات كأشرار في نهاية المطاف ، مع جهودهم الضخمة بلا هوادة لتجاوز أمريكا وإثبات قوة النظام الشيوعي.

الحرب الباردة مرحلة Red Scare :
ابتداءً من عام 1947م ، جلبت لجنة الأنشطة غير الأمريكية في مجلس النواب (HUAC) الحرب الباردة إلى الوطن بطريقة أخرى ، وبدأت اللجنة سلسلة من الجلسات المصممة لإظهار أن التخريب الشيوعي في الولايات المتحدة كان موجود وفعال .

في هوليوود ، أجبرت لجنة HUAC مئات الأشخاص الذين عملوا في صناعة السينما للتخلي عن المعتقدات السياسية اليسارية والشهادة ضد بعضهم البعض ، أكثر من 500 شخص فقدوا وظائفهم ، العديد من هؤلاء الكتاب والمدراء والممثلين ، وغيرهم في “القائمة السوداء” لم يتمكنوا من العمل مرة أخرى لأكثر من عقد من الزمان ، كما اتهمت لجنة HUAC عمال وزارة الخارجية بالمشاركة في أنشطة تخريبية .

وسرعان ما وسعت الدائرة لتضم ساسة آخرون مناهضون للشيوعية وأبرزهم السيناتور جوزيف مكارثي (1908-1957)، شمل التحقيق كل من عمل في الحكومة الفيدرالية  تم التحقيق مع الآلاف من الموظفين وتم محاكمتهم مع انتشار هذه الهستيريا المضادة للشيوعية في الخمسينيات من القرن الماضي ، فقد أساتذة الجامعات الليبراليون وظائفهم ، وطلب من الناس الشهادة ضد زملائهم .

الحرب البارة في العالم :
عكس الصراع تهديدًا متزايدًا من الاتحاد السوفيتي في يونيو 1950م ، بدأ أول عمل عسكري للحرب الباردة عندما غزا جيش الشعب الكوري الشمالي المدعوم من الاتحاد السوفيتي جاره المؤيد للغرب إلى الجنوب ، كان العديد من المسئولين الأمريكيين يخشون أن تكون هذه هي الخطوة الأولى في حملة شيوعية للسيطرة على العالم واعتبرت أن عدم التدخل ليس خيارًا ، أرسل ترومان الجيش الأمريكي إلى كوريا ، لكن الحرب انجرفت إلى طريق مسدود وانتهت في عام 1953م .

وفي في بداية الستينيات من القرن العشرين ظهرت خلافات دولية متنوعة واجه الرئيس كنيدي عددًا من الأوضاع المثيرة للقلق بدأ غزو خليج الخنازير عام 1961م وأزمة الصواريخ الكورية ، وظهر التهديد الشيوعي جليًا  في فترة ما بعد الاستعمار ، ما بعد الكولونيالية في أي مكان كان أكثر وضوحا من فيتنام ، حيث انهار الاستعمار الفرنسي. وكان النظام قد أدى إلى صراع بين الجانب المدعوم من أمريكا والجانب المدعوم من الاتحاد السوفيتي .

منذ خمسينيات القرن الماضي ، كانت الولايات المتحدة ملتزمة ببقاء حكومة مناهضة للشيوعية في المنطقة ، وبحلول أوائل الستينيات ، بدا واضحًا للقادة الأمريكيين احتواء الشيوعية وظل هنالك تصارع عسكري لمدة عشر سنوات .

نهاية الحرب الباردة :
فور توليه منصبه ، بدأ الرئيس ريتشارد نيكسون (1913-1994) في تطبيق مقاربة جديدة للعلاقات الدولية ، واقترح بدلاً من النظر إلى العالم كمكان “ثنائي القطب” معادٍ ، لماذا لا يستخدم الدبلوماسية بدلاً من العمل العسكري لتحقيق غايته ، شجع الأمم المتحدة على الاعتراف بالحكومة الصينية الشيوعية ، وبعد رحلة في عام 1972م ، بدأ في إقامة علاقات دبلوماسية مع بكين .

و في الوقت نفسه ، تبنى سياسة “الانفراج” – “الاسترخاء” – أخرج الاتحاد السوفياتي ، في عام 1972م  من عزلته ، ووقع هو ورئيس الوزراء السوفيتي ليونيد بريجنيف (1906-1982م) معاهدة الحد من الأسلحة الإستراتيجية (SALT I) ، التي حظرت صنع الصواريخ النووية من كلا الجانبين واتخذت خطوة نحو الحد من تهديد الحرب النووية الذي مضى عليه عقود من الزمن .

على الرغم من جهود نيكسون ، اشتدت الحرب الباردة مرة أخرى تحت حكم الرئيس رونالد ريجان (1911-2004). مثل العديد من قادة جيله ، يعتقد ريغان أن انتشار الشيوعية في أي مكان يهدد الحرية في كل مكان ،  ونتيجة لذلك ، عمل على تقديم المساعدات المالية والعسكرية إلى حكومات التمرد والحركات التمثيلية حول العالم. هذه السياسة ، لاسيما كما تم تطبيقها في العالم النامي في أماكن مثل غرينادا والسلفادور ، كانت تعرف باسم مذهب ريغان .

حتى في الوقت الذي حارب فيه ريجان الشيوعية في أمريكا الوسطى ، كان الاتحاد السوفييتي ينهار ، بسبب المشاكل الاقتصادية الحادة والخمود السياسي المتزايد في الاتحاد السوفييتي ، وخاصة بعد تولي رئيس الوزراء ميخائيل جورباتشوف منصبه .

وفي عام 1985م وقدم سياستين أعادت تعريف علاقة روسيا ببقية العالم: “glasnost” أو الانفتاح السياسي ، و ” البيريسترويكا “أو الإصلاح الاقتصادي ، تضاءل النفوذ السوفيتي في أوروبا الشرقية .

في عام 1989م قامت كل دولة شيوعية أخرى في المنطقة باستبدال حكومتها بحكومة غير شيوعية ، في تشرين الثاني / نوفمبر من ذلك العام ، تم تدمير جدار برلين – وهو أبرز رمز للحرب الباردة التي دامت عقودًا – بعد مرور أكثر من عامين على تحدي ريغان لرئيس الوزراء السوفييتي في خطاب ألقاه في بوابة براندنبورغ في برلين ، وبحلول عام 1991م ، كان الاتحاد السوفيتي نفسه قد انهار ، وانتهت الحرب الباردة .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب الدلو الخشبي بين مودينا و بولونيا

المشاهدات


في عام 1325م تصادم جيشان بالقرب من مدينة كاستيلو دي سيرافالي الإيطالية في منطقة إميليا-رومانيا ، وكانت أكبر معركة في العصور الوسطى ، كلفت آلاف الناس حياتهم  وكانت السبب في تغير تاريخ إيطاليا ، وأغرقت شبة الجزيرة في نزاع دام قرون ودفعت لوجود التفوق البابوي الذي يعتبره الإيطاليون اليوم أمر مفروغ منه ، في وقت كان سفك الدماء شائعًا في القارة الأوروبية نشبت الحرب بسبب دلو خشبي مصنوع من خشب البلوط .

بدأ كل شيء في أكتوبر 1154م عندما غزا الإمبراطور الروماني فريدريك بارباروسا ملك ألمانيا إيطاليا ، فعل ذلك لأنه أعتقد أنه ممثل الله على الأرض وليس البابا ، ولكن الإيطاليين لم يوافقوا على ذلك لقد كان البابا يوحنا الثاني عشر هو الذي توج الإمبراطور الروماني وكان السائد أن الباباوات وليس الأباطرة هم القناة بين الله والعالم حسب اعتقادهم ، وأن البابا هو من يمنح الشرعية الروحية للحكام المسيحيين ، فقد اعتبروهم قادة حقيقيين للمسيحية .

حتى أخذ فريدريك المدن الإيطالية  تورتونا ، وبافيا حيث أصبح ملك إيطاليا. ثم أخذ بولونيا وتوسكانا قبل أن يشق طريقه إلى روما حيث تحدث مع البابا ألكسندر الثالث ، على الرغم من أنهم لم يحلوا شيئًا ، وبسبب ذلك واصل الإمبراطور غزو المدن حتى هزيمته من قبل عصبة لومبارد الموالية للبابا في معركة  ليجنانو في 29 مايو 1176، أُجبر فريدريك على العودة إلى ألمانيا ، وترك الانقسام وراءه لقرون .

من ناحية كان الغيبليانيون (Ghibellines) هم الذين دعموا الإمبراطور ، بينما كانوا من ناحية أخرى كان الغويلفيون (Guelfs ) مؤيدون لبابا ، وفي ذلك الوقت لم تكن إيطاليا بلد موحد بل كانت مجموعة من المدن تحارب بعضها البعض ونتيجة لذلك كان  الغيبليانيون في مودينا والغويلفيون في بولونيا .

وكان فريدريك قد وضع الحدود بين المدن الموالية للإمبراطور والمدن المؤيدة للبابا قبل طرده ، ولكن الأمور في مودينا وبولونيا كانت أكثر تعقيدًا بالكاد تجاوزت الحدود أكثر من 31 ميل وكانت التوترات بين المدينتين مرتفعة للغاية .

في عام 1296م هاجم بولونيا أراضي مودينا واستولوا على بازانو وسافينيو وبدأ المدعمون للإمبراطور بالخروج في حين بدأ أولئك الذين أيدوا البابا مغادرة أراضي بولونيا. أصبحت مثل هذه المناوشات الحدودية شائعة حيث استولى كل جانب على الأراضي من الجهة الأخرى ، وفي عام 1309م ، أصبح رينالدو بوناكولسي حاكم مانتوا ، مودينا ، بارما ، وريجيو وتم شن هجمات على أراضي بولونيا ، لذلك أعلن البابا يوحنا الثالث والعشرون بوناكولسي أنه عدو للكنيسة .

مع عام 1325م ازدادت المناوشات الحدودية بين المدينتين وفي يوليو غار البولونيون على مزارع موديني ، وذبحوا الناس ، وأحرقوا العديد من الحقول قبل أن يتراجعوا. تمكن آخرون من القيام ببعض أعمال النهب قبل عودتهم إلى بولونيا ، وفعلوا ذلك مرة أخرى في الشهر التالي وكانوا يقومون بأضرار كثيرة كل أسبوعين .

انتقم بوناكولسي في سبتمبر عندما استولت قواته في مدينة مانتوفا على حصن على حصن بولونيا في مونتيفيليو يقع على بعد 12 ميل غرب بولونيا ، وقد تعرض للخيانة من قبل المستوطنين ، استفاد من حالة الفوضى بعض جنود مودينا في بولونيا ، وكان يوجد وسط المدينة بئر رئيسي بجوار بوابة سان فيليس بجانبها دلو  وسرق الجنود الدلو ومحتوياته ، ثم عرضه بفخر بجانب بئر مودينا الرئيسي.

طالبت بولونيا غاضبة بالدلو ورفضت مودينا بطبيعة الحال فأعلنت بولونيا الحرب ، بدأت حرب الدلو الخشبي The War of the Oaken في صباح يوم الجمعة في 15 نوفمبر لعام 1325م حيث قاد Malatestino dell Occhio واللورد ريميني Lord of Rimini بولونيا وحلفائهم من فلورنسا ورومانيا لمحاصرة مونتيفيليو وإعادتها ، وقابلهم بوناكولسي والذي قاد جنود من مودينا ومانتوا وفيرارا ، بالإضافة إلى القوات الألمانية التي أرسلها الإمبراطور الألماني .

وبعد أن صدت بولونيا التجمع الكبير خارج مدينة  كاستيلو دي سيرافالي ، في قرية زريبيا اليوم. قاد البابا يوحنا الثالث والعشرون جيشًا مكوَّنًا من 30000 جندي و 2000 فارس على ظهور الخيل ، نحو مدينة بولونيا من Valsamoggia (وهي الآن إحدى ضواحي بولونيا) .

وكان لدى مودينا قوة أصغر مكونة من  5000 جندي مشاة و 2000 فارس تم نشرهم على السهل ، وتقدمت القوات نحو أسوار المدينة ولكن بدلا من تحاصره ، بدلا من تدمير القلاع الواقية الخارجية من Crespellano ، Zola ، Samoggia ، Anzola ، و Castelfranco ، استولوا على 26 نبيل كرهائن ، يقدر أن حوالي 2000 رجل قتلوا على كلا الجانبين. في العام التالي في يناير ، تم إعادة معاهدة Monteveglio ولكن السلام لم يعم .

واستمرت الحرب حتى عام 1529م عندما غزا تشارلز الأول ملك إسبانيا (الذي كان أيضًا الإمبراطور الروماني المقدس) إيطاليا. أجبر هذين الفصيلين على التوحد ، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجع الفصيل الغيبليلي لصالح البابوية ، بعد الحرب تم عرض الدلو بفجر في Torre della Ghirlandina كنصب تذكاري لانتصار المدينة ..


المصدر : موقع القصص

قصة معسكرات الاعتقال اليابانية

المشاهدات


تم إنشاء معسكرات الاعتقال اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الرئيس فرانكلين روزفلت من خلال الأمر الصادر رقم 9066. من عام 1942م إلى عام 1945م ، كانت سياسة الحكومة الأمريكية هي أن الأشخاص المنحدرين من أصل ياباني سوف يتم دفنهم في معسكرات معزولة . تم اعتبار مخيمات الاعتقال اليابانية ، والتي تم تدشينها كرد فعل على بيرل هاربور والحرب التي تلت ذلك ، واحدة من أكثر الانتهاكات الوحشية للحقوق المدنية الأمريكية في القرن العشرين .

في التاسع عشر من فبراير لعام 1942م وبعد وقت قصير من القصف الياباني لبيرل هاربور وقع الرئيس  فرانكلين دي روزفلت الأمر التنفيذي 9066 والذي يهدف منع التجسس على الشواطئ الأمريكية ، فتم إنشاء مناطق عسكرية في كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون وعدة ولايات بها عدد كبير من الأمريكيين اليابانيين وأمل بنقلهم ، تسبب هذا القرار في القضاء على حياة 117000 شخص غالبيتهم من الموطنين الأمريكيين .

سرعان ما حذت كندا حذو الولايات المتحدة فأرسلت 21 ألف من سكانها اليابان من ساحلها الغربي وسلكت المكسيك نفس الطريق وتم في نهاية المطاف إزالة 2664 شخصًا من أصل ياباني من بيرو والبرازيل وشيلي والأرجنتين إلى الولايات المتحدة .

قبل أسابيع من الطلب ، أزالت القوات البحرية مواطنين من أصل ياباني من جزيرة تيرمينال بالقرب من ميناء لوس أنجلوس ، في 7 ديسمبر 1941م ، بعد ساعات فقط من تفجير بيرل هاربور ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بجمع 291 شخصًا من الزعماء والقادة الدينيين في اليابان ، وقاموا باعتقالهم بدون أدلة وتجميد ممتلكاتهم ، في يناير / كانون الثاني ، نُقل المعتقلون إلى مرافق في مونتانا ونيو مكسيكو ونورث داكوتا ، وكثير منهم كانوا غير قادرين على إبلاغ أسرهم وبقي معظمهم طوال مدة الحرب .

وفي الوقت نفسه ، قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بتفتيش المنازل الخاصة لآلاف من اليابانيين المقيمين في الساحل الغربي ، حيث تم الاستيلاء على السلع التي اعتبوها مهربة ، وكان ثلث سكان هاواي من أصل ياباني في ذعر ، مما دعا بعض السياسيين إلى احتجازهم الجماعي . وتم الاستيلاء على قوارب الصيد المملوكة لليابانيين ، وتم إلقاء القبض على بعض السكان اليابانيين وتم إرسال 1500 شخص – واحد بالمائة من سكان اليابان في هاواي – إلى معسكرات في البر الرئيسي الأمريكي .

جون ديويت ” JOHN DEWITT ” :
يعتقد الجنرال جون ل. دي ويت ، قائد قيادة الدفاع الغربي ، أن السكان المدنيين بحاجة إلى السيطرة عليهم لمنع تكرار بيرل هاربور ، ولكي يدافع عن رأيه أعد ديويت تقريراً مليئاً بالأكاذيب المعروفة ، مثل أمثلة التخريب التي تم الكشف عنها فيما بعد أنها نتيجة لإنتاج خطوط كهرباء مدمرة ، واقترح ديويت إنشاء مناطق عسكرية واحتجاز ياباني لوزير الحرب هنري ستيمسون والمدعي العام فرانسيس بيدل ، وشملت خطته الأصلية الإيطاليين والألمان ، على الرغم من أن فكرة تقريب الأمريكيين من أصول أوروبية لم تكن شائعة .

في جلسات الاستماع التي عقدها الكونغرس في شباط / فبراير 1942م ، أعلنت أغلبية الشهادات ، بما في ذلك تلك الصادرة عن حاكم كاليفورنيا كولبرت أولسون والنائب العام للدولة إيرل وارن ، أنه يجب القضاء على جميع اليابانيين ، ناشد بيدل الرئيس أن الإجلاء الجماعي للمواطنين غير مطلوب وغير مرحب به ، مفضلين إجراءات أمنية أصغر وأكثر استهدافًا ، ووقع روزفلت الأمر .

بعد الكثير من الفوضى التنظيمية ، انتقل حوالي 15000 من اليابانيين الأمريكيين من المناطق المحظورة ، لم يكن مواطنو الولاية الداخلية حريصين على تواجد سكان يابانيين جدد ، وقد قوبلوا بمقاومة عنصرية ، وعبر عشرة من حكام الولايات عن معارضتهم خشية ألا يغادر اليابانيون أبداً وطالبوا باحتجازهم إذا أُجبرت الولايات على قبولهم .

تم إنشاء منظمة مدنية تسمى “هيئة نقل الحرب” في مارس 1942م من أجل إدارة الخطة ، مع ميلتون إس. أيزنهاور ، واستمر أيزنهاور حتى يونيو عام 1942م ، واستقال احتجاجًا على ما وصفه بأنه احتجاز مواطنين أبرياء ، بدأت عمليات الإجلاء الموجهة من الجيش في 24 مارس / آذار. كان لدى الأشخاص مهلة ستة أيام للتخلص من ممتلكاتهم بخلاف ما يمكنهم حمله ، كان إرسال المعتقلين لولايات الأخرى للقيام بالأعمال الزراعية .

مراكز إعادة التأهيل :
كان هناك عشرة مخيمات تسمى مراكز التأهيل كانت ثكنات للعائلات ، وقع العنف في بعض الأحيان وتم تسليم المعتقلين بالقطارات وساروا لمسافات طويلة في الليل ، وفي 4 أغسطس 1942م ، اندلعت أعمال شغب في منشأة سانتا أنيتا ، نتيجة للغضب من عدم كفاية الحصص الغذائية والاكتظاظ . في المعسكرات في مانزانار ، كاليفورنيا ، أدت التوترات إلى ضرب عضو ياباني من مواطني الدولة من قبل ستة رجال ملثمين . خوفًا من أعمال الشغب ، قامت الشرطة بتفريق حشود الغاز المسيل للدموع ، وتم قتل رجل واحد .

في عام 1943م ، اندلعت أعمال شغب في بحيرة تول بعد وفاة عرضية ، تم التفريق بالغاز المسيل للدموع ، وأعلن قانون الأحكام العرفية حتى تم التوصل إلى اتفاقات ، وانتهت المعسكرات في عام 1945م عقب صدور قرار المحكمة العليا .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة حرملة

المشاهدات


وقعت معركة حرملة في المملكة خلال فترة أواخر عام 1339 هجريًا ، وقد نشبت بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود من جهة والأمير حسن بن علي بن عائض من جهة أخرى .

سبب المعركة :
قام الأمير فهد بن عبد الكريم العقيلي بتغيير معاملته مع الأمير حسن ، مما جعل آل عائض يواجهونه بالأمر ، ولكن الوضع لم يتغير فقام حسن بالتوجه إلى حصن حرملة ، ولم تمض سوى مدة قليلة حتى شعر الأمير فهد بأن مدينة أبها محاصرة بالقبائل وكان على رأسهم الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عائض .

قام الأمير حسن بالنزول من حصنه كي يقود الحركة ، ودام ذلك الحصار لمدة عشرة أيام حتى وقع الصلح شريطة أن تقوم الحامية السعودية بمغادرة أبها منتقلة إلى بلاد شهران ، كما تم إلزام الأمير حسن بعدم المساس لأي فرد منها بالأذى ، وكذلك لا تقوم الحامية بالاعتداء على أي أحد من التابعين لإمارة عسير .

رحلت الحامية عن أبها حيث انتقلت إلى بلاد شهران ، وقام أمير قبائل آل رشيد باستقبالها عند وصولها إلى إمارة خميس شهران ، ثم تم رفع الأمر إلى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه من أجل طلب النجدة ، ووصلت الأنباء إلى الأمير حسن بأن الحامية قد بقيت في خميس شهران ، فشعر أنها مازالت تمثل خطرًا على الحدود الخاصة بإمارته .

قام الأمير حسن بتتبع الحامية ومعه جيش من عسير ، وتنازع الطرفان في معركة شديدة ، ولكن وصلت الأنباء إلى قوات حسن بن عائض تخبرهم بقدوم الإمدادات من قوات يقودها الأمير فيصل لتعزيز الحامية في خميس شهران ، فتراجع حسن بن عائض إلى أبها بقواته ، ثم قام بإرسال الدعم إلى بيشة لمواجهة ذلك الجيش .

أحداث المعركة :
أرسل حسن بن عائض جيش ضخم إلى بيشة كان يقوده ابنه فيصل بن عبدالعزيز ، فتقدم إلى بلاد شهران ، وقام محمد بن عبدالرحمن بن عائض بإرسال قوة لدعم الحامية في بيشة ، وتم توزيع قوات عسير في عدة جهات وخاصةً في الغرب خشية من أي هجوم قد يحدث من الإدريسي .

التقى الأمير فيصل بن عبدالعزيز بقوة من عسير في جنوب غربي بيشة ، وواصل زحفه حتى إذا بلغ خميس شهران قام باستجماع قوات شهران واتجه بهم مع قواته ناحية الغرب وهناك التقى بقوة عسير في حجلا .

قامت إحدى القبائل بمغادرة حجلا للدفاع عن مواطنها من القوة القادمة من المملكة بعد أن دارت معركة قوية في حجلا ؛ والتي دامت ليومين وقُتل خلالها الأمير سعيد بن عبدالرحمن بن عائض ، فكر الأمير محمد في انسحاب بقية المرابطين بينما رجع هو إلى أبها دون أن يكون معه رجال ، ثم رحل إلى الحجاز لطلب النجدة ، ودخل الأمير فيصل أبها دون مقاومة .

قام الأمير حسن بالاعتصام في حرملة وحدثت بينه وبين الأمير فيصل بعض المراسلات التي لم تسفر عن أي نتيجة ، فقامت سرية من المملكة بالتقدم جهة حرملة وتمكنت من دخولها بعد نشوب عدة معارك ، ولكن الأمير حسن تمكن من النجاة بنفسه وبأهله حيث اتجه ناحية الغرب.

حينما علم الإدريسي بأمر الأمير حسن ؛ أمر بتعقبه والقبض عليه وإرساله إليه في صبيا أو تسليمه إلى الأمير فيصل ، غير أن الأمير حسن تمكن من الهرب ثم انضم إلى جيش الشريف حسين القادم من مكة.

قام الأمير فيصل بتنصيب أحد رجاله على أبها ثم عاد متجهًا إلى الرياض ، تمكن الجيش الحجازي من التقدم نحو أبها وعلى رأسه الأمير حسن ، فقام الجيش بمحاصرة أبها حتى استسلمت المدينة ، ثم قام الشريف حسين بسحب قواته للتوجه إلى الطائف من أجل تقديم العون لباقي قواته التي تشتبك هناك مع القوات السعودية .

قام آل عائض بالانسحاب إلى حرملة وتم إطلاق سراح أسراهم ، وتم إقناع الأمير حسن فيما بعد بالتوجه إلى خميس شهران ليكون في ضيافة وحماية شيوخ قبيلة آل رشيد ، وتوصلوا إلى اتفاق يقضي بإرسال الأمير حسن وكبار أسرته إلى الرياض ، وبعد استسلام الأمير حسن أصبحت عسير جزءًا رئيسيًا من المملكة .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة أنزيو من معارك الحرب العالمية

المشاهدات


اندلعت معركة أنزيو ” Anzio” عام 1944م كمحاولة الحلفاء لجذب القوات الألمانية من خط جوستاف أثناء عملية الشلن Operation Shingle ، أمنت قوة استكشافية يقودها الجنرال الأمريكي جون بي لوكاس John P. Lucas بالقرب من أنزيو ونيتونو على الساحل الغربي لإيطاليا .

ولكن تم احتواء انقساماته بسرعة من قبل المارشال الألماني ألبرت كيسيلرينغ  Albert Kesselring ، وأدت سلسلة من الهجمات إلى وقوع خسائر فادحة في كلا الجانبين ، وعلى الرغم من عدم حدوث تصاعد لأربعة أشهر ، فاز الحلفاء أخيرًا من رأس الشاطئ في أواخر مايو ، مما يسهل التقدم والذي أدى إلى الاستيلاء على روما في نهاية المطاف .

المعركة وأحداثها :
يعتقد ألكساندر أنه إذا استولت القوة الاستكشافية على تلال ألبان شمال شرق أنزيو ، فإنها قد تمنع من إعادة تزويد كاسانو Cassino الألمانية ، مما يجبر الجنرال كيسيلرينغ Kesselring على التخلي عن خط جوستاف والتراجع إلى جبال الأبينين .

وأدرك Lucas أن قوة أنزيو لم تكن قادرة على حمل الدعم اللوجستي عبر الميناء ، احتوى البرت سريعًا تهديد الحلفاء وحشد القوات الألمانية في منتصف فبراير قاموا بتنفيذ أمر هتلر بترك ثغره في جنوب روما مع هجوم مضاد واسع النطاق يهدف لتدمير رأس الجسر ، ولكن فشلت سلسلة الهجمات في كسر خط الحلفاء فيما وصفه أحد المؤرخين ” بأنه اللواء الخفيف بدون الخيول ”

وقد أُعفي لوكاس من القيادة على الرغم إعطاءه المهمة لم يكن لديه أي إمكانية عملية لتنفيذها ، بعد أربعة أشهر من الصمود مما أدي لتكبد القوات البريطانية والأمريكية لخسائر فادحة حوالي سبعة آلاف قتيل ، ستة وثلاثين ألف جريح أو مفقود ، وأربعة وأربعين ألفاً  مصابين في غير وقت الحرب ، وانتهى حصار أنزيو أخيراً في 23 مايو 1944م ، عندما أطلق الحلفاء هجومًا مضادًا للهجوم.


المصدر : موقع القصص

قصة اعتقال كوريا الشمالية لطاقم سفينة تجسس أمريكية

المشاهدات


تم القبض على طاقم سفينة التجسس الأمريكية عام 1968م  ، وكانت السفينة  بويبلو مكلفة بمهمة تجسس في المياه الدولية قبالة الكوريتان ، حيث  سجن الجنود الأمريكان هناك لمدة 11 شهرًا ، وكان على متن السفينة 82 أميركيًا ، ويعتبر هذا الحادث من بين أكثر الأحداث المحرجة في تاريخ البحرية الأمريكية .

فعلى الرغم من أن هذا الطاقم نجح في النهاية في العودة إلى وطنه بعيد الميلاد من ذلك العام ، لكن السفينة بويبلو نفسها بقيت  في كوريا الشمالية منذ ذلك الحين ، حيث تم عرضها بالمتحف ويعتبر وجودها هناك رمزًا لانتصار كوريا الشمالية على الولايات المتحدة .

تصعيد حرب فيتنام في الخلفية :
بعد حوالي 15 سنة من إعلان الهدنة في تلك الحرب الكورية ، بقيت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية غير موجودة تمامًا ، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك أي اتصال على الإطلاق بين البلدين ، كما يخبرنا مايكل روبنسون ذلك الأستاذ المتخصص في دراسات وتاريخ شرق آسيا بجامعة إنديانا ، والمتخصص أيضًا في التاريخ الكوري الحديث .

كان ذلك هو ذروة الحرب الباردة ، وكانت الولايات المتحدة تركز على احتواء الشيوعية وعلى الصراع المتصاعد في فيتنام ، وفي تلك الأثناء أرادت كوريا الشمالية استعادة السيطرة الكاملة على شبه الجزيرة  الكورية ، واعتقدت أن التوقيت كان إلى جانبها ، لتشجيع التمرد وخلق بعض الأزمات الأخرى في كوريا الجنوبية كما يقول الدكتور روبنسون .

وفي 21 يناير عام 1968م ، دخلت مجموعة من الكوماندوز الكوري الشمالي في طريقهم إلى سيول ، في محاولة لاغتيال رئيس كوريا الجنوبية (بارك تشونج هي) في مقره الرسمي في البيت الأزرق ، لكنهم فشلوا ورغم ذلك قتل العشرات من الكوريين الجنوبيين في المعارك النارية التي وقعت وقتها ، وبعد ذلك بيومين في 23 يناير حاصرت سفن الدوريات الكورية الشمالية وقوارب الطوربيد السفينة يو إس إس بويبلو  .

التي كانت تبحر عبر المياه الدولية قبالة الساحل الشرقي لكوريا الشمالية  وتتجسس على اتصالات كوريا الشمالية ، كانت سفينة بويبلو سفينة أبحاث بيئية في البداية ، وتم تحويلها إلى سفينة تجسس وكانت مسلحة برشاشين فقط ، وعندما فتح عليها الكوريون الشماليون النار أصيب عشرة بحارة ومنهم واحد بجروح قاتلة .

وبعد الإذاعة على نحو متكرر طلبًا للمساعدة ، اتخذ قائد بويبلو ، “لويد” قرارًا بتسليم سفينته ، وصعد الكوريون الشماليون إلى بويبلو وسحبوها إلى مدينة وونسان الساحلية الشرقية ، وأخذوا الـ 82 أميركيًا الباقين على متنها (بما فيهم اثنان من علماء المحيطات المدنيين) كسجناء .

استجابة الولايات المتحدة :
كان بحارة بويبلو الموجودين على متن سفينة قادرين على حرق الكثير من المعلومات السرية الموجودة معهم قبل القبض عليهم ، وكانت هذه هي أول عملية اختطاف لسفينة تابعة للبحرية الأمريكية منذ الحرب الأهلية ، وقد وقعت في الوقت الخطأ تمامًا بالنسبة للولايات المتحدة ، حيث يقول الدكتور روبنسون أن هجوم تيت الذي حدث في 30 يناير كان يوضح أن الولايات المتحدة غير قادرة تمامًا على التعامل معه .

لأن الرئيس جونسون كان ضعيف سياسيًا بدرجة كبيرة في تلك المرحلة ، وعند النظر في طريقة الرد على الاستيلاء على بويبلو ، فإن إدارة جونسون كانت تزن الخيارات بما في ذلك الحصار البحري لموانئ كوريا الشمالية ، والغارات الجوية على الأهداف العسكرية ، والهجوم البري عبر المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الشمال عن كوريا الجنوبية ، أو حتى استخدام السلاح النووي .

وفي النهاية كان قرار جونسون هو العمل العسكري ، فبدلًا من  محاولة حل المشكلة قام بتقديم “عرض للقوة” عن طريق إصدار أمر بالمئات من الطائرات المقاتلة ، وخروج 25 سفينة حربية لبحر اليابان بالقرب من كوريا الجنوبية ، ولكن بصراحة أعتقد أنهم كانوا قلقين بشأن عودة الجنود من السفينة بويبلو بعد موقفهم هذا .

وضع السجناء :
قضى بوتشر وبقية أفراد طاقم بويبلو 11 شهرًا مرهقين في الأسر ، تعرضوا خلالها للتعذيب وأجُبروا فيها على توقيع الاعترافات وتعرضوا للدعاية المستمرة من قبل الكوريون ، ففي البداية قاوموا ورفعوا أصابعهم الوسطى في الكاميرا وأخبروا الكوريين الشماليين أن تلك العلامة تشير إلي”علامة حظ سعيد”.

وبمجرد أن علم الكوريين الشماليين الحقيقة عن مدلول تلك الإشارة  ومدى سخريتها منهم ، عاقبوا السجناء بالضرب والتعذيب في درجات الحرارة الباردة والحرمان من النوم ، وبعد مفاوضات مطولة اعتذرت الولايات المتحدة عن التجسس بعد أن كانت تنكر الأمر ، وفي 23 ديسمبر 1968م سُمح للجنود الأمريكان بعبور المنطقة المنزوعة السلاح إلى كوريا الجنوبية ، حاملين جثة دوان هودجز الذي توفي متأثرًا بجروح أصيب بها في الهجوم على السفينة .

وعادوا مرة أخرى إلى الولايات المتحدة عشية عيد الميلاد ، وهم يعانون من سوء التغذية والجُروح بسبب التعذيب الذي تعرضوا له ، وعلى الرغم من أنها لا تزال سفينة تابعة للبحرية الأمريكية ، إلا أن يو إس إس بويبلو تجلس اليوم في متحف الحرب المنتصرة في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية ، و يقول عنها روبنسون : “إنها رهينة” لكنها أيضًا أداة جذب سياحي وأداة للدعاية ، و رمزًا لهزيمة كوريا الشمالية لعدو احتقرته منذ اندلاع الحرب الكورية .

وقبل اجتماع الرئيس ترامب وكيم جونغ أون في سنغافورة في 11 يونيو عام 2018م ، دعا البعض إلى عودة بويبلو وإدخالها على جدول الأعمال الأمريكي ، ضمن العديد من الموضوعات الأخرى ذات الأهمية مثل الأسلحة النووية ونزع السلاح ، وإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قتلوا خلال الحرب الكورية .

وكما قال توم ماسي أحد البحارة السابقين في حرب بويبلو لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية عن السفينة التي تم الاستيلاء عليها ، والتي بدأ فيها هو ورفاقه محنتهم الطويلة والمؤلمة : (أود أن أرى أنها عادت لأنها جزء من تاريخنا) ، فما زال عودة بويبلو إلى الآن هاجسًا يراود الشعب الأمريكي لعلها تنسيهم مرارة الهزيمة .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب الفلاحين الألمانية

المشاهدات


كانت حرب الفلاحين الألمانية بمثابة تمرد الفلاحين في الأجزاء الجنوبية والوسطى من أوروبا الوسطى الناطقة بالألمانية ضد حكام مدنهم ومقاطعاتهم ، وانضم إليهم فقراء الحضر وامتد التمرد لكافة المدن تقريبًا .

سياق التمرد :
في منتصف القرن السادس عشر في أوروبا  ، كانت الأجزاء الناطقة بالألمانية في الوسط منظمة في ظل الإمبراطورية الرومانية المقدسة ، وحكم الأرستقراطيون دولًا أو مقاطعات صغيرة ، خاضعة لسيطرة تشارلز الخامس ملك أسبانيا ، ثم الإمبراطور الروماني المقدس ، والكنيسة الكاثوليكية الرومانية ، والتي فرضت ضريبة على الأمراء المحليين ، انتهى النظام الإقطاعي .

حيث كانت هناك ثقة متبادلة مفترضة وتعهدت بالتزامات ومسؤوليات بين كل من الفلاحين والأمراء ، فقد سعى الأمراء لزيادة قوتهم على الفلاحين وتوطيد ملكية الأرض لهم ، وتم تأسيس القانون الروماني بدلاً من القانون الإقطاعي في القرون الوسطى يعني ذلك أن الفلاحين فقدوا بعضًا من مكانتهم وقوتهم ، من المرجع أن تغيير الظروف الاقتصادية كانت السبب في بداية التمرد .

لم يكن المتمردون يتمردون ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة ولكن ضد الكنسية الكاثوليكية والنبلاء والأمراء والحكام المحليين ، كانت الثورة الأولى في Stühlingen وسرعان ما امتدت وبدء التمرد في الانتشار ، وبدأ المتمردون بالعنف وبدأت معارك واسعة النطاق في ابريل عام 1525م ، وقام الأمراء باستئجار المرتزقة وبناء الجيوش الخاصة بهم والتي تحولت لسحق الفلاحين والذين كانوا غير مدربين ولا مسلحين بالمقارنة مع جيوش المرتزقة .

تم تداول قائمة بمطالب الفلاحين بحلول عام 1525م كانت المطالب وقف الأراضي المغلقة التي قطعت وصول الأسماك والأطعمة والمنتجات الأخرى من الأنهار والغابات ، وإطلاح النظام القضائي والعدالة ، في معركة فرانكنهاوزن Frankenhausen يوم 15 مايو من نفس العام تم سحق الفلاحين وقتل أكثر من 5000 شخص واعتقل القادة وتم إعدامهم .

الشخصيات الرئيسية :
مارتن لوثر ، الذي ألهمت أفكاره بعض الأمراء في أوروبا الناطقة بالألمانية لكسر شوكة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ،  لقد علّم أن الفلاحين يتحملون مسؤولية زراعة الأرض وأن يتحمل الحكام مسؤولية الحفاظ على السلام ، وفي النهاية عندما كان الفلاحون على وشك الخسارة ، نشر لوثر كتابه ضد جحافل الموتى الفاجعة ، The Thunder Hordes of Peasants وشجع على ردود الفعل العنيفة والسريعة ضد الطبقة الحاكمة وبعد انتهاء التمرد وهزيمة الفلاحين انتقد العنف من قبل الحكام والطبقة الحاكمة .

كان توماس مونتزر Thomas Müntzer ، وهو وزير إصلاحي في ألمانيا ، يدعم الفلاحين ، وبحلول أوائل عام 1525 انضموا بالتأكيد إلى المتمردين ، وربما كانوا قد تشاوروا مع بعض قادتهم لتشكيل مطالبهم ، بعد انتهاء الثورة ، قام لوثر وغيره من الإصلاحيين باحتجاز مانتزر كمثال على اتخاذ الإصلاح أكثر من اللازم ، ومن بين القادة الذين هزموا قوات مانتزر في فرانكنهاوزن كان فيليب من هيس ، جون ساكسونيا ، وهنري وجورج من ولاية سكسونيا .

شارك 300 ألف شخص في التمرد وقتل 100 ألف شخص ولم يكسب الفلاحين أي من حقوقهم بل زاد الحكام القوانين وحشية وقمع ..


المصدر : موقع القصص

قصة معركة قوصوه

المشاهدات


تمكنت الإمبراطورية العثمانية من توسيع حدودها حتى توغلت داخل القارة الأوروبية ، وهو ما أزعج ملوك أوروبا بشدة ، حيث أنهم قد وصلوا حدود دولة الصرب وألبانيا والبلغار ، كما أحاطوا بالقسطنطينية من كل اتجاه ، مما جعل ملوك أوروبا يرسلون إلى البابا كي يستنجدونه فقام بدعوتهم لإقامة حروب صليبية جديدة ، ومن أبرز تلك المعارك التي اندلعت بين الصليبيين والعثمانيين معركة قوصوه .

أسباب المعركة :
تُعرف معركة قوصوه أيضًا باسم معركة كوسوفو ، وقد نشبت خلال عام 1389م بين القوات العثمانية والقوات الصليبية المكونة من جيش صربيا وألبانيا بقيادة ملك الصرب “فوك برانكوفيتش” ، والسبب الرئيسي لاندلاع المعركة كان نتيجة لمواصلة مراد بن أورخان جهود أبيه في الفتوحات بعد أن تولى الحكم .

قام مراد بفتح مدينة أدرنة ثم نقل العاصمة إليها بعد أن كانت في بورصة ، واتجه فيما بعد لفتح أراضي الدولة البيزنطية الموجودة في البلقان ، وقد تمكن من محاصرة القسطنطينية بشكل تام من خلال توسعات الدولة العثمانية ، حتى أصبحت الأراضي العثمانية متاخمة لألبانيا والبلغار والصرب ، وهو ما أدي إلي انزعاج ملوك أوروبا .

قام ملوك أوروبا بعد شعورهم بالقلق بإرسال أمراء تلك المناطق ليستنجدوا بملوك أوروبا الغربية والبابا ، فقام البابا بدعوتهم لقيام حروب صليبية جديدة ضد القوات العثمانية كي يوقفوا زحفهم وتقدمهم في الحدود الأوروبية .

تحركات الجيوش :
قام ملك الصرب بمهاجمة أدرنة بقواته ، وكان مراد في ذلك الوقت غائبًا عنها ، وحينما وصلته أنباء هجوم ملك الصرب ؛ عاد على الفور وقام بمحاربة جيش الصرب حتى ألحق بهم الهزيمة ، مما جعل ملك الصرب الجديد يقوم بالتحالف مع أمير بلغاريا من أجل محاربة الجيش العثماني .

وحينما اندلعت الحرب فرّ أمير بلغاريا هاربًا ، وهكذا استمرت المناوشات بين القوات الأوروبية والعثمانية فترة من الزمن ، حتى تم عقد صلح بين الصرب وبلغاريا مع الدولة العثمانية ، وكان ذلك مقابل حماية سنوية يدفعونها لهم ، غير أن الصرب نقضت عهدها وتحالفت مع ألبانيا ضد الدولة العثمانية ، حتى التقى الطرفان في قوصوه لتندلع معركة قوصوه .

أحداث المعركة :
اندلعت المعركة بعنف شديد حتى تطايرت الرؤوس ، لم يستطع صهر ملك الصرب “لازار” والذي يُدعى “فوك برانكوفيتش” البقاء في ساحة المعركة ، حيث فرّ هاربًا ومعه عشرة آلاف فارس ، حتى دارت الدائرة على القوات الصربية ، وقد جُرح لازار وتم أسره حتى قام العثمانيون بقتله ، وانتهت تلك المعركة بانتصار الجيش العثماني .

استشهاد مراد :
بينما كان الأمير مراد يتفقد ساحة القتال ، قام جندي صربي من بين الجرحى على الأرض بتسديد طعنة إليه فجأة بخنجر كان معه ، فسقط مراد قتيلًا على الفور ، وقد اُستشهد الأمير مراد بساحة القتال عن عمر يناهز 65 عامًا ، وقد تم استخراج أحشائه ودُفنت في سهل قوصوه حتى لا يصاب جسده بالعفن أثناء رحلة العودة إلى بورصة ليتم دفنه بجوار والده وجده .

لعنة كوسوفو :
كان القيصر لازار قد أعلن غضبه على كل من لم يخرج لقتال العثمانيين في معركة كوسوفو ، حيث أنه صبّ لعنته عليهم في قوله :”من كان صربيًا أو صربي المولد ، أو صربي الدم والمحتد ، لا يأتي إلى معركة كوسوفو ، عسى ألا يرى خلفًا يشتاق قلبه إليه ، لا من البنين ولا من البنات! ، وعسى ألا ينمو ما تذروه يداه ، لا نبيذ داكن ولا خبز أبيض! ، ملعون هو في كل الأزمان إلى كل الأزمان .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب 1812م

المشاهدات


تعد حرب عام 1812م من أغرب الحروب في تاريخ الولايات المتحدة أطلق البعض عليها حرب سوء التواصل ، في الحرب استولت الولايات المتحدة على أعظم قوة بحرية في العالم بريطانيا العظمى وفي صراع من شأنه أن يؤثر على مستقبل البلد الجديد ، وكان من أسباب الحرب تقييد التجارة الأمريكية بسبب رغبة أمريكا في توسيع أراضيها .

عانت الولايات المتحدة من العديد من الهزائم المُكلفة على أيدي القوات البريطانية والكندية والسكان المحليون لأمريكا أدت الحرب لإحراق العاصمة واشنطن ، وفي أغسطس عام 1814م كانت القوات الأمريكية قادرة على صد الغزوات البريطانية على نيويورك ، بالتيمور ونيو أورليانز ، وتعزيز الثقة الوطنية وبناء روح وطنية جديدة ، وقد أنهى التصديق على معاهدة غنت في 17 فبراير 1815م ، احتفل الكثيرين في الولايات المتحدة بالحرب على أنها حرب استقلال ثانية وبداية للكرامة الوطنية .

أسباب حرب 1812م :
في بداية القرن التاسع عشر كانت بريطانيا في خضم صراع طويل ومرير مع فرنسا بقيادة نابليون بونابرت في محاولة لقطع الإمدادات عن الوصول للعدو حاول الجانبان منع الولايات المتحدة من التجارة مع الطرف الأخر ، وفي عام 1807م أصدرت بريطانيا الأوامر تطلب من الدول المحايدة الحصول على ترخيص من سلطاتها قبل التداول مع فرنسا أو المستعمرات الفرنسية ، فأثارات البحرية الملكية الأمريكية غضب الأمريكيين من خلال ممارستها للإيقاع بالبحارة الأمريكيين أو إزالة البحارة من السفن الأمريكية وإجبارهم على الخدمة نيابة عن البريطانيين .

وفي عام 1809م ألغى الكونجرس الأمريكي قانون الحظر المفروض على توماس جفرسون ، والذي أدى إلى تقييد التجارة الأمريكية أكثر من بريطانيا أو فرنسا. واستبدالها بقانون  the Non-Intercourse Act ، الذي يحظر على وجه التحديد التجارة مع فرنسا وبريطانيا وبعد أن تم اثبات عدم فعاليته .

تم استبداله بقانون أخر مايو 1810م الذي ينص على أنه إذا أسقطت أي منهما قيودًا تجارية على الولايات المتحدة ، فسيستأنف الكونجرس بدوره عدم التجارة مع القوة المعارضة ، بعد أن لمح نابليون أنه سيوقف القيود ، منع الرئيس جيمس ماديسون كل التجارة مع بريطانيا في شهر نوفمبر ، وفي غضون ذلك  انتخب أعضاء جدد في الكونغرس في تلك السنة – بقيادة هنري كلاي وجون كالهون وبدؤوا للتحريض على الحرب بناءً على الانتهاكات البريطانية للحقوق البحرية وتشجيع بريطانيا أعداد أمريكا من السكان الأصلين ضد التوسع الأمريكي في الغرب .

الحرب :
في خريف عام 1811م قاد حاكم ولاية إنديانا ، وليام هنري هاريسون ، القوات الأمريكية إلى النصر في معركة تيبيكانو. أقنعت الهزيمة العديد من الهنود في الإقليم الشمالي الغربي (بما في ذلك رئيس شوني Tecumseh المحتفى به) أنهم بحاجة إلى دعم بريطاني لمنع المستوطنين الأمريكيين من دفعهم خارج أراضيهم .

وفي تلك الأثناء ، في أواخر عام 1811م ، أصبح ما يسمى بـ “صقور الحرب” في الكونغرس يمارسون المزيد من الضغوط على ماديسون وفي 18 يونيو 1812 ، وقع الرئيس إعلان حرب ضد بريطانيا. على الرغم من أن الكونغرس صوت في نهاية المطاف للحرب ، كان كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ منقسمين بشدة حول هذه المسألة ، معظم أعضاء الكونغرس الغربيين والجنوبيين أيدوا الحرب ، في حين اتهم الفيدراليون (خصوصًا انجليز الذين اعتمدوا بشكل كبير على التجارة مع بريطانيا) دعاة الحرب باستخدام عذر الحقوق البحرية لتعزيز أجندةهم التوسعية .

من أجل الإضراب في بريطانيا العظمى ، هاجمت القوات الأمريكية على الفور تقريبًا كندا ، ثم مستعمرة بريطانية أخرى وكان المسئولون الأميركيون متفائلين بشكل مفرط حول نجاح الغزو ، وخاصة بالنظر إلى الكيفية التي كانت بها القوات الأمريكية غير المستعدة في تلك الأثناء .

وعلى الجانب الآخر ، واجهوا دفاعًا جيدًا منسق من قبل السير إسحق بروك الجندي البريطاني والمسئول عن أعالي كندا (أونتاريو الحديثة) ، وفي 16 أغسطس 1812م ، عانت الولايات المتحدة من هزيمة مذلة بعد أن طاردت قوات بروك وتيكومسيه والتي قادها ميتشيجان ويليام هال عبر الحدود الكندية إلى استسلام ديترويت دون إطلاق طلقة رصاص واحدة .

حرب 1812م والنتائج المختلطة للقوات الأمريكية :
بدت الأمور أفضل بالنسبة للولايات المتحدة في الغرب ، حيث أن نجاح العميد البحري أوليفر هازارد بيري في معركة بحيرة إيري في سبتمبر 1813م وضع إقليم الشمال الغربي تحت السيطرة الأمريكية ، وتمكن هاريسون لاحقًا من استعادة ديترويت بانتصار في معركة التايمز (التي قتل فيها تيكومسيه) .

وفي هذه الأثناء ، تمكنت البحرية الأمريكية من تحقيق عدة انتصارات على البحرية الملكية في الأشهر الأولى من الحرب ، ومع هزيمة جيوش نابليون في أبريل 1814م ، تمكنت بريطانيا من توجيه اهتمامها الكامل إلى المجهود الحربي في أمريكا الشمالية ، ومع وصول أعداد كبيرة من القوات داهمت القوات البريطانية خليج تشيسابيك ، ثم انتقلت إلى العاصمة الأمريكية ، واستولت على واشنطن العاصمة في 24 أغسطس 1814م ، وأحرقت المباني الحكومية بما في ذلك مبنى الكابيتول والبيت الأبيض .

في 13 سبتمبر 1814م ، صمدت “فورت ماكهنري ” في بالتيمور 25 ساعة متواصلة من القصف على يد البحرية البريطانية ، في صباح اليوم التالي ، رفع جنود القلعة علمًا أمريكيًا هائلاً ، وهو مشهد استلهم فرانسيس سكوت كي من كتابة قصيدة تحمل عنوان “الشعار المتلألئ بالنجوم”. (وتبني كنشيد وطني للولايات المتحدة ) وتركت القوات البريطانية خليج تشيسابيك فيما بعد وبدأت بجمع جهودهم لحملة ضدّ نيو أورليانز .

نهاية الحرب وتأثيرها :
بدأت محادثات السلام بالفعل في غنت (بلجيكا الحديثة) ، وتحركت بريطانيا من أجل الهدنة بعد فشل الهجوم على بالتيمور ، في المفاوضات التي تلت ذلك ، تخلت الولايات المتحدة عن مطالبها بإنهاء الانطباع ، في حين وعدت بريطانيا بمغادرة حدود كندا دون تغيير والتخلي عن الجهود الرامية إلى إنشاء دولة هندية في الشمال الغربي .

في 24 ديسمبر 1814م ، وقع أعضاء اللجنة على معاهدة غنت ، والتي سيتم التصديق عليها في شهر فبراير ، في 8 يناير 1815م ، غير مدركين أن السلام قد تم إبرامه ، شنت القوات البريطانية هجومًا كبيرًا على نيو أورلينز ، فقط لمواجهة الهزيمة على يد جيش الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون ، وقد عززت أخبار المعركة معنويات الولايات المتحدة المتدهورة وتركت الأمريكيين مع طعم النصر ، على الرغم من حقيقة أن البلاد لم تحقق أيا من أهدافها السابقة للحرب .

على الرغم من أن حرب عام 1812م تُذكر على أنها صراع بسيط نسبيًا في الولايات المتحدة وبريطانيا ، إلا أنها تلوح في الأفق أمام الكنديين والأمريكيين الأصليين ، الذين يرون أنها نقطة تحول حاسمة في كفاحهم الخاسر من أجل حكم أنفسهم .

في الواقع ، كان للحرب تأثير بعيد المدى في الولايات المتحدة ، حيث أنهت معاهدة غينت عقودًا من الاقتتال الداخلي الحزبي المرير في الحكومة وشرعت في ما يسمى بـ “عصر المشاعر الطيبة”، الحزب الفيدرالي ، الذي تم اتهامه بأنه غير وطني بسبب موقفه المناهض للحرب .

ولعل الأهم من ذلك هو أن نتيجة الحرب عززت رفعت الثقة الوطنية والروح المعنوية وشجعت على تنامي التوسّع الأميركي في القرن التاسع عشر .


المصدر : موقع القصص

قصة حرب طرابلس

المشاهدات


سميت بعدة أسماء منها الحرب الطرابلسية أو الحرب البربرية الأمريكية الأولى أو حرب الساحل البربري نسبة لساحل شمال إفريقيا ، كانت حرب طرابلس ما بين عامي  (1801-1805م) ، وهي أول حرب للولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها مع دول ساحل البرير المغرب والجزائر وتونس وطرابلس وانتهت الحرب بانتصار الدولة العثمانية وتوقيع معاهدات سلام بينها وبين الولايات المتحدة على أن تدفع الولايات المتحدة الجزية .

كانت الحرب أول الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة وهي تحت رئاسة توماس جيفرسون. كانت الحرب بسبب مخالفة الولايات المتحدة أوامر والي طرابلس فقد كان الساحل الإفريقي تابعًا للسيادة العثمانية ، وعدم دفعها للجزية كما أن السفن الأمريكية دخلت لمنطقة البحر المتوسط بدون أخذ الإذن من البحرية العثمانية ، وأطلق البعض عليها حرب أمريكا المنسية لأنها غابت من ذاكرة الشعب الأمريكي .

أسباب ومقدمات الحرب :
كانت الأساطيل العثمانية مع أساطيل الدول البربرية تحمي السفن التجارية في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفعها الدول الأوروبية كانت بريطانيا تدفع نظير ذلك جزية سنوية قدرها 600جنية لخزانة الدولة العثمانية والدنمارك أربعة ألاف ريال شنكو وهولنوا 600 جنية وصقلية 4 ألاف ريال وسردينيا 6 آلاف جنية ، والولايات المتحدة 10 آلاف ريال ومعدات حربية بقيمة 4 ألاف مع الهدايا .

وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأت السفن الأمريكية بعد استقلالها عن إنجلترا ترفع أعلامها منذ عام 1776م وتجوب المحيطات والبحار فتعرض البحارة الأتراك للسفن الأمريكية واستولوا عليها في مياه قادش وساقوها للسواحل الجزائرية والتي كانت ولاية عثمانية في تلك الوقت .

احتاجت الولايات المتحدة لسنوات لبناء أسطولها البحري حتى تكون قادرة على صد مثل تلك الهجمات حتى تواجه الأسطول العثماني القوي فاضطرت لعقد اتفاقية عام 1795م مع الدولة العثمانية ، بمقتضاها تدفع لتركيا 642 دولار ذهبي و1200 ليرة عثمانية ، وعلى الرغم من امتناع الدولة العثمانية مهاجمة البحرية الأمريكية لمدة عام ولم تحصل على جزية فحاول الإنجليز الثأر من عدوها الأوحد أمريكا فقاموا بالإيحاء إلى يوسف باشا القره مانلي بإعادة النظر في المعاهدة مما زاد من غضب الولايات المتحدة .

أرسلت الولايات المتحدة أسطولها إلى البحر المتوسط وكان الرئيس توماس جيفرسون كان للتو قد باشر أعمال الرئاسة فأرسل أفضل قواته حتى تعزز من الهيمنة الأمريكية في البحر المتوسط لكي يحاربون حاكم طرابلس وتوجه الأسطول يتقدمه أبطال حرب الاستقلال وكانوا يتمتعون بخبرة كبيرة في الأعمال البحرية .

وفي عام 1801م طلب يوسف زيادة الرسوم لـ 225 ألف دولار ولكن الرئيس كان متيقن من قدرة البحرية الأمريكية فتجاهل الرسالة ، وفي السادس من فبراير لعام 1802م شرع الكونجرس قرارًا بحماية المصالح الأمريكية وبحارة الولايات المتحدة ، ولما شعر والي طرابلس أن يماطلون في دفع الجزية تعمد أهانتهم وأمر جنوده بتحطيم سارية العلم الإنجليزي مما يعني إشارة واضحة للحرب وانطلق السفن العثمانية بحثًا عن السفن الأمريكية للاستيلاء عليها .

ولكن تم تمزيق المعاهدة بعد إهانة العلم وقرعت طبول الحرب وأرسلت الولايات المتحدة أسطولها البحري وقام الرئيس بإصدار أوامره بفرض الحصار على ميناء درنه ، وتم قصف المدينة بالمدافع عام 1803م ، وفي أكتوبر تمكنت البحرية العثمانية في مدينة طرابلس من اسر الفرقاطة ، وثم حدثت معركة درنه ، وعقب المعركة فرضت القوات العثمانية حصار على القوات الغازية الأمريكية وتم توقيع معاهدة إنهاء الحرب عام 1805م وعرفت باتفاقية طرابلس طلب من الولايات المتحدة غرامة قدرها 3 ملايين دولار وجزية سنوية 20 ألف دولار ولت تدفعها حتى عام 1812م ..


المصدر : موقع القصص

قصة جبال الأنديز وتحرير تشيلي

المشاهدات


قبل أكثر من 200 عام وفي واحدة من أكثر الفصول درامية في صراع القرن التاسع عشر ، من أجل استقلال أمريكا اللاتينية عن الحكم الإسباني ، وتحديدًا في يناير وفبراير عام 1817م عندما تم تحرير تشيلي بواسطة العبور غير المتوقع من خلال جبال الأنديز ، من قبل قوة من الثوار تحت قيادة خوسيه دي سان مارتين الزعيم الأرجنتيني لحركة الاستقلال في جنوب أمريكا الجنوبية ، والذي نجح في عبور نحو 300 ميل (480 كم) من المسارات الجبلية شديدة الخطورة في غضون أسابيع قليلة .

ونفذ جيش سان مارتين في جبال الأنديز واحدة من أكثر هجمات التاريخ إثارة للدهشة ، حيث قاد رجاله من خلال الطرق الوعرة جدًا والشلالات  والممرات التي كانت في كثير من الأحيان من 10،000 إلى 12000 قدم (أي 3000 إلى 4000 متر) في الارتفاع ، وتحرك القائد سانت مارتن مع قواته إلى معقل القرطاجيين الأسبان في هانيبال في جبال الألب ، خلال الحرب البونيقية الثانية وبعد أن تم تأمين استقلال الأرجنتين في عام 1816م  ، حول سان مارتين اهتمامه إلى كفاح الاستقلال في تشيلي .

وبحلول عام 1813م أسست تشيلي مؤتمرًا خاصًا بها وأنتجت دستورًا مكتوبًا ، ولكنها سقطت تحت السيطرة الملكية في عام 1814م ، وفرّ عدة آلاف من الشيليين بمن فيهم الزعيم العسكري برناردو أوليغينز ، عبر جبال الأنديز إلى الأرجنتين على أمل تجديد قتالهم ، وفي وقت لاحق انتظروا ثلاث سنوات وخلال هذا الوقت بدأ سان مارتين ، الذي كان قد عين كحاكم مسئول عن مقاطعة كويو في تشكيل جيش في عاصمته مندوزا ، والتي تقع على أحد الطرق الرئيسية عبر جبال الأنديز .

بدأ سان مارتن مع 180 من المجندين الذين تم تعزيزهم من قبل الحكومة الأرجنتينية ب 650 جندي ، وبحلول عام 1816 م كانت القوة قوامها 4000 جندي على الأقل ، وفي 18 يناير 1817 م تحرك سان مارتين وجيشه من جبال الأنديز بمندوزا ، وهو يحمل علمًا مزخرفًا بالشمس تم تقديمه له من قبل نساء المدينة ، وقد حمل سان مارتن هذا العلم طوال النضال من أجل الاستقلال ، وأصبح علمًا للتحرير ضد المحتل الاسباني وتم وضعه في النهاية بمعبر على طريق بلانشو .

وعلم سان مارتين بتفوق الأسبان عدديًا فقد بلغت القوات النظامية قرابة  7600 قوة و800 ميليشيًا ، وقد تفوقوا في تقسيم قواتهم والتركيز في دفاعهم على تالكا ، وفي الوقت نفسه ضاعف جيش جبال الأنديز مرة أخرى وجعل المعبر أكثر صلابة  عبر بوتيندو والكهوف الوعرة ، وبدأ حوالي 5000 جندي و10 من الخيول والبغال في تسلق الجبال .

وعندما وصلوا إلى فيلانوفا في 7 فبراير / شباط ، ربما كان ما لا يقل عن 3000 جندي و4800 من الخيول والبغال قد نجوا من تلك الرحلة الصعبة ، بتلك الجبال الوعرة جبال الأنديز واشتبكوا مع القوات الملكية التي واجهوها ، وتراجعوا عنها في 12 فبراير / شباط في معركة تشاكابوكو ، ثم حدثت المواجهة بين  جيش سان مارتن المتقدم ضد 1500 جندي بقيادة الجنرال الإسباني رافائيل ماروتو .

حيث قسم سان مارتين قواته إلى جناحين تحت قيادة هيجينز وميجال سولير ، وقد هاجم هيجينز قبل الأوان فقام المشاة الاسبانية بدفع كتيبة إضافية لمهاجمته ، ولكن وصول قوات سولير والتوجيه الرائع للرماة  وإلقاء القنابل الموجهة بدقة ، والتي قام بها سان مارتين ضد سلاح الفرسان الاسباني أعطى الوقت لقوات هيجينز للتعافي .

ومهاجمة جناح الفرسان الاسباني ، وهنا تمت هزيمة الأسبان التاريخية في 14  فبراير،  ودخل الوطنيون إلى سانتياغو التي رحب مواطنوها بسان مارتين كمحرر لتشيلي ، وانتخبوه حاكمًا عليهم وبعدها حدث النصر النهائي للنضال التشيلي ضد المحتل الأسباني في مايبو في 5 أبريل 1818م .


المصدر : موقع القصص

قصة فتح خراسان

المشاهدات


يُعد فتح خراسان محورًا رئيسيًا في الصراع الإسلامي الفارسي ، من واقع أمرين مهمين الأول : هو أن يزدجرد تمركز في مرو بخراسان ، بعد فراره من أمام زحف المسلمين ، وسوف يخرجه هذا القرار من أرض فارس إلى بلاد الأتراك والصين ، فيقيم في حماية حاكميهما ، ومرو هما مروان ، مرو الروذ ومرو الشاهجان وبينهما مسيرة خمسة أيام ، الأولى صغيرة ، والثانية كبيرة وهي قصة خراسان .

أما الأمر الثاني : أن سقوط خراسان بيد المسلمين ، من شأنه أن يقضي على : آخر أمل لدى الفرس لطرد المسلمين من المناطق الشرقية المفتوحة ، وآخر ملوك بني ساسان ، فتسقط بذلك الاسرة الحاكمة .

تجهيز الجيش والخروج لفتح خراسان :
عقد عمر بن الخطاب للأحنف بن قيس لواء قيادة الجيش ، فخرج من البصرة وسلك طريق أصفهان ، وتزامن اجتيازه لها ، مع حصار عبدالله بن عبدالله بن عتبان لمدينة جيّ ، وهذا يعني أن خرجت من قاعدة البصرة في عام (21هـ – 642م ) غير أنها أتمت مهمتها في عام ( 22هـ – 643م ) ، ثم وصل الأحنف إلى الطبسين  وتوغل ، حتى يعد سقوط هراة ، خطوة أولى على طريق سقوط خراسان كلها .

توغل جيش المسلمين وفرار يزدجرد :
فأرسل الأحنف فرقة عسكرية بقيادة مطرف بن عبدالله بن الشخير ، لفتح نيسابور ، وفرقة اخرى لفتح سرخس بقيادة الحارث بن حسان السدوسي ، وسار بنفسه باتجاه مرو الشاهجان ، حيث يقيم يزدجردلله ، فلما اقترب منها غادرها الملك الفارسي إلى مرو الروذ ، واستقر الأحنف مكانه في مرو الشاهجان .

والواضح أن المسلمين جردوا يزدجرد من كل أرضه ، واضطروه إلى الفرار حتى آخر حدود مملكته ، ولم يبق أمامه سوى الالتجاء إلى جيرانه وطلب مساعدتهم وفعلاً ، فقد كتب إلى ثلاثة ملوك يستمدهم ويستنجد بهم وهم خاقات الترك ، وملك الصغد وملك الصين .

هجوم الأحنف والحصر وفتح المدينة :
لكن الأحنف لم يمهله ، وهاجمه في مرو الروذ بعد أن تلقى إمدادات من الكوفة ، ومرة أخرى يفر يزدجرد إلى بلخ ، ودخل الأحنف مرو الروذ ، وأرسل وحدات عسكرية في إثره ، ثم لحق بها ، فحاصر المدينة وفتحها .

يزدجرد ومتابعة الفرار من جيش المسلمين :
كان طبيعيًا أن يتابع يزدجرد فراره أمام المسلمين ، ولما لم يكن له في أرض مملكته مكان يفر إليه ويحتمي به ، عبر نهر جيحون إلى خاقان الترك الذي توافقت مصلحته مع مصلحة العاهل الفارسي ، وقد خشي من الامتداد الإسلامي باتجاه بلاده.

فتح خراسان  :
وتعاون الرجلان في مقاومة فاشلة ، حيث جندا جيشا وهاجما المسلمين في خراسان ، وانتهى الأمر بانسحاب خاقان الترك إلى بلاده ، مقتنعًا بما تناهى إلى أسماعه من أن المسلمين لن يعبروا النهر ، بناء على تعليمات عمربن الخطاب .

موت يزدجرد والقضاء على الإمبراطورية الفارسية :
أما يزدجرد فقد نزل ضيفًا على حاكم مرو ، ماهويه ، الذي لم يكن يتمنى غير التخلص من ضيفه الذي رفض أن يزوجه ابنته ، وتحالف مع نيزك طرخان التابع لبيغو حاكم طخارستان ، فأرسل نيزك جماعة لأسره ، فاشتبكوا معه وهزموه ، فمضى هاربًا حتى انتهى إلى بيت طحان على شاطئ نهر المرغاب ، فمكث ليلتين وماهويه يبحث عنه .

فلما أصبح اليوم الثاني دخل الطحان إلى بيته ، فرأى يزدجرد بهيئته الملكية وهو لا يعرفه ، فبهت وطمع به ، فقتله بعد أن وشى به إلى ماهويه ، وطرح جثته في النهر ، وذلك في عام ( 31هـ – 652م ) ولما يبلغ الثامنة والعشرين من عمره .

وقد خلف ابنين هما بهرام وفيروز ، وثلاث بنات هن أورج وشهربانو و مرداوند ، وبفرار يزدجرد إلى ملك الترك ، ومقتله تم القضاء على الإمبراطورية الفارسية .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة أوكيناوا لإنهاك الحرب العالمية

المشاهدات


كانت معركة أوكيناوا “Battle of Okinawa ” أخر المعارك الرئيسية في الحرب العالمية الثانية وأحد أكثر المعارك دموية ، في 1 إبريل عام 1945م يوم عيد الفصح ينزل الأسطول الخامس لولايات المتحدة وقوات المارينز على جزيرة أوكيناوا ” sland of Okinawa” في المحيط الهادي في خطتها الأخيرة لدفع اليابان حيث أن الغزو كان جزءًا من عملية  Operation Iceberg ، وهي خطة معقدة لاحتلال جزر  ريوكيو ، بما في ذلك أوكيناوا .

في نفس الوقت الذي هبطت فيه القوات الأمريكية على الجزيرة كانت الجبهة الأوروبية تقترب من نهايتها وحرر الحلفاء والقوات السوفيتية الكثير من الدول الأوروبية من السيطرة النازية وكانوا على وشك إجبار ألمانيا النازية على الاستسلام غير المشروط ، أما على جبهه المحيط الهادي ركزت القوات الأمريكية على الجزر اليابانية الواحدة تلو الأخرى بعد خسارة القوات اليابانية في معركة Battle of Iwo Jima الوحشية فإنهم سوف يوجهون اهتمامهم إلى جزيرة أوكيناوا المنعزلة في اليابان .

موقع أوكيناوا المميز والذي يبلغ مساحته 466 ميل مربع من أوراق الشجر والتلال والأشجار ، جعل منها الموقع المثالي للقيادة اليابانية لحماية وطنهم الأم كانت القواعد في أوكيناوا قوية وصلبة .

الهبوط على رأس الشاطئ ” Beachheads” :
مع بزوغ الفجر الأول من شهر ابريل كانت الروح المعنوية منخفضة بين القوات الأمريكية أطلق الأسطول الخامس أكبر قصف لدعم هبوط القوات إلى الدفاعات اليابانية يوم الإنزال D-Day ولكن الهجوم كان بلا جدوى تقريبًا كان من الممكن أن تهبط القوات بشكل مفاجئ ولكن كانت البقية المتبقية من القوات اليابانية في انتظارهم .

في يوم الإنزال في يوم D-Day ، قاتلت القوات الأمريكية بشدة لكن القوات التي هبطت على شواطئ أوكيناوا كانت ضعيفة بعد فترة  ذهبت الدبابات والذخيرة واللوازم على الشاطئ دون أي جهد في غضون ساعات. وسرعان ما أمنت القوات كلا من مطارا كادينا ويونتان .

العدو ينتظر :
كان الجيش الياباني 32 قرابة 130.000 جندي بقيادة الملازم أول. الجنرال Lt. Gen. Mitsuru Ushijima ،يدافع عن الجزيرة مع قوى غير معروف عددها من المدنيين صدرت التعليمات للجنود اليابانيين بعدم إطلاق النار على قوات الهبوط الأمريكية أقام الجنرال في منطقة وعره في جنوب الجزيرة كانت المواقع معروفة بأنها قوى دفاعية قوية .

اتجهت القوات الأمريكية شمالًا لجزيرة  جزيرة موتوبو تحملت مقاومة شديدة وخسرت أكثر من 1000 ضحية ولكنها فازت في معركة حاسمة وسريعة وكان الأمر مختلف في Shuri Line والذي كان يحتوي على قوات يابانية قوية وفي السابع من ابريل تم إرسال حربية اليابان لإطلاق هجوم مباغت على الأسطول الخامس وتم إبادة القوات الأمريكية القريبة من Shuri Line ولكن لكن الغواصات المتحالفة رصدت ياماتو المحاربة اليابانية ونبهت الأسطول ، والذي أطلق هجوم مدمر وقصف المدمرة وغرقت مع معظم طاقمها .

وبعد مسح الأمريكيين سلسلة من البؤر الاستيطانية المحيطة بـ Shuri Line ، قاتلوا في مجموعة من المعارك الشرسة وحدثت اشتباكات عديدة ، وتراجعت اليابان في مايو للساحل الجنوبي من أوكيناوا .

كان طيار “kamikaze suicide pilot ” هو السلاح الأكثر قسوة في اليابان ، في 4 أبريل ، أطلق اليابانيون هؤلاء الطيارين المدربين بشكل جيد على الأسطول الخامس الأمريكي ، بعض طائراتهم فوق السفن بحوالي 500 ميل مما تسبب في أضرار كارثية ، غرفت 86 سفينة وتلفت 368 سفينة وغرق 4900 رجل و4800 جريح و763 طائرة ضائعة .

الانتحار والاستسلام :
معظم الجنود اليابانيين ومواطني أوكيناوا يعتقدون أن الأمريكيين لم يأخذوا أي سجناء ونتيجة لذلك استسلم حوالي 7000 جندي ياباني ، لكن العديد منهم اختاروا الموت عن طريق الانتحار ، وقفزوا من التلال العالية بينما قرر البعض تفجير أنفسهم بالقنابل البدائية ، وعمل الجنرال Ushijima ورئيس أركانه انتحارًا طقوسيًا يوم 22 يونيو لإنهاء معركة أوكيناوا .

نتائج المعركة :
عانى كلا الجانبين من خسائر هائلة في معركة أوكيناوا لقد تكبد الأمريكيون من 49 ألف ضحية ومن بينهم 12 ألف قتيل وقتل الجنرال Buckner في 18 يونيو قبل انتهاء المعركة ، و110 ألف من الجنود اليابانيين فقدوا حياتهم كان الفوز لصالح الحلفاء واختار ترومان إسقاط القنبلة النووية على هيروشيما في أغسطس ولم تستسلم اليابان على الفور فقرر إرسال القنبلة الثانية على ناجازاكي وأخيرًا استسلمت اليابان في 14 أغسطس لعام 1945م .


المصدر : موقع القصص

قصة فتح بعلبك

المشاهدات


أمضى المسلمين فصل الشتاء في دمشق ، وكانت الخطوة التالية فتح حمص ، فقد كان هرقل مقيمًا فيها أثناء حصار دمشق ، فلما رأى أن قواته لا تستطيع الوصول إلى عاصمة الشام للدفاع عنها جلا عن حمص إلى أنطاكية .

طريقان للربط بين حمص ودمشق :
ويربط دمشق وحمص طريقان ، أحدهما شرقي خارجي متاخم لصحراء السماوة ، ويمر بدومة وقطيف والنبك وقارا وشمسين وصولاً إلى حمص ، والآخر غربي ويمر في وادي البقاع ، إلى بعلبك وجوسية وحمص ، ويشكل أحد فروع طرق التجارة يعني أنه كان الأكثر استعمالا، ويبدو أنه كان الأكثر إيناسًا .

خطة خالد بن الوليد :
واختار خالد بن الوليد ، بعد مشاورات مع أبي عبيدة ، أن يسلك المسلمون الطريق الثاني ، بهدف السيطرة عليه نظرًا لأهميته العسكرية ، والمعروف أن المسلمين كانوا يتحركون سابقًا على الطريق الأول مع توفر الطريق الثاني .

استخلف أبوعبيدة قبل أن ينطلق إلى حمص ، يزيد بن أبي سفيان على دمشق ، وعمرو بن العاص على فلسطين وشرحبيلاً بن حسنة على الأردن ، وسار إلى سهل البقاع يتقدمه خالد ، ولما اقترب من بعلبك تصدت له قوة عسكرية ، لعلها كانت طليعة لجيش أكبر ، فتغلب خالد بن الوليد عليها وأجبر أفرادها على الارتداد والاحتماء داخل الحصن .

فتح بعلبك :
وضرب المسلمون الحصار على بعلبك ، ولما رأى سكانها ألا أمل لهم في الانتصار استسلموا ، وكان ذلك في (25ربيع الأول عام 15هـ ) الموافق ( 6 مايو عام 636م)  ، فأعطاهم أبو عبيدة الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ، وكتب لهم كتابًا بذلك ، ومنحهم مدة شهرين فمن أراد المغادرة سار إلى حيث شاء ، ومن أقام فعليه الجزية .

نص كتاب الأمان :
وهذا نص الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب أمان لفلان بن فلان وأهل بعلبك رومها وفرسها وعربها ، على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ودورهم داخل المدينة وخارجها ، وعلى أرحائهم ، وللروم أن يرعوا سرحهم بينهم وبين خمسة عشر ميلا ، ولا ينزلوا قرية عامرة ، فإذا مضى شهر ربيع وجمادى الأولى ساروا حيث شاءوا ، ومن أسلم منهم فله ما لنا وعليه ما علينا ، ولتجارهم أن يسافروا إلى حيث أرادوا من البلاد التي صالحنا عليها ، وعلى من أقام منهم الجزية والخراج ، شهد الله وكفى بالله شهيدًا .

تنوع سكان أهل بعلبك :
الملفت في كتاب الصلح مع أهل بعلبك ، تنوع سكانها النصارى دون تحديد معتقداتهم المذهبية ، ونسبة توزعهم عليها ، ولمضمون العهد دلالة جديرة بالانتباه ، إذ يوضح أن العرب يشكلون العنصر السامي الغالب ، فيدعو للمحافظة عليهم ، ولا يأمر بإجلاء أحد منهم ، أما البيزنطيون فإنه أمر بإجلائهم في ظل شروط ميسرة ، وتزداد دلالة هذا العهد أهمية من حيث صيرورته نموذجًا أمام أنظار أهل حمص ، المدينة المجاورة لبعلبك .

العناصر المختلفة لأهل بعلبك :
وهذه العناصر هي : الروم وهم رعاة الإمبراطورية البيزنطية الحاكمة ، والفرس وهم بقايا الذين أخضعوا بلاد الشام لحكمهم أثناء صراعهم مع البيزنطيين ، وقد استقر الكثير منهم ، وانتشروا في عدة أماكن من بلاد العرب والشام ، ثم انتقلوا إلى السواحل فيما بعد .

والعرب وكانوا يستوطنون بعلبك قبل الفتح الإسلامي ، مما يدل على قدم الوجود العربي في هذه المنطقة من بلاد الشام ، والنصارى وهم السكان الوطنيون من أهل بعلبك ومنهم النبط .

المصدر : موقع القصص

قصة معركة ذي قار

المشاهدات


قامت المعارك والحروب في كثير من الأحيان لأسباب متعلقة بالكرامة وحفظ ماء الوجه ، وقد اندلعت معركة ذي قار لهذا السبب ، حيث ذُكر أن كسرى بن هرمز ذكر ذات يوم صفات العرب وما يملكونه من جمال ، وكان يوجد معه في ذلك المجلس رجل من العرب يُدعى “زيد بن عدي” ، وكان له ثأر مع النعمان بن المنذر ، حيث حبس أبيه وقتله .

أراد زيد بن عدي الانتقام من النعمان بن المنذر بطريقة مختلفة ، فقال لكسرى :”أيها الملك العزيز ؛ إن خادمك النعمان بن المنذر لديه من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة” ، فقام كسرى بإرسال زيد برفقة أحد الرجال إلى النعمان بن المنذر من أجل هذه المهمة .

رد النعمان على طلب كسرى :
حينما وصلا الرجلان إلى النعمان تحدثا قائلين :” إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءًا من العرب ، فأراد كرامتك ، وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات” ، فقام النعمان بالرد علي طلبهما بشكل حاسم :”أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته؟ ، يا زيد سلّم على كسرى ، قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات وبلغه عذري “.

غضب كسرى :
وحينما علم كسرى بما قاله النعمان طار صوابه ، وقد قال له زيد أيضًا قول النعمان :” ستجد في بقر العراق من يكفيك” ، غضب كسرى بشدة ولكنه سكت ليأمن النعمان مكره ، ثم أرسل في طلب النعمان ، حينها أدرك النعمان أنه مقتول ، فقام بحمل أسلحته متجهًا إلى بادية بني شيبان ، حيث احتمى بسيدهم “هانئ بن مسعود الشيباني” الذي أودع لديه نسوته وسلاحه .

ذهب النعمان فيما بعد إلى كسرى ، ولكنه أهانه ومنعه من الدخول ، ثم أرسل أحد رجاله للقبض عليه ، ثم أرسله إلى سجن خصصه له ، وهناك وقع الطاعون حتى مات النعمان في سجنه ، وقام كسرى بتنصيب “إياس بن قبيصة الطائي” ملكًا على الحيرة ، ثم قام بتكليفه بالاتصال بهانئ بن مسعود كي يُحضر ما لديه من نسوة النعمان وعتاده .

اختيار الحرب :
رفض هانئ تسليم ما لديه من أمانات ، وقام كسرى بتخييره إما أن يُسلمه ما لديه أو يرحل بعيدًا عن دياره أو يدخل معه في حرب ، فاختار هانئ الحرب ، وبدأ في إعداد جيشه من بني شيبان ومن بكر بن وائل ويشكر وعجل والنمر وقبائل أخرى ، وكان كسرى قد أعدّ جيش من أبطال الفرس ومن بعض القبائل العربية التي كانت موالية له وأبرزهم قبيلة إياد .

انتصار العرب في ذي قار :
وحينما وصل جيش كسرى لمقابلة هانئ ، أرسلت إليه قبيلة إياد قائلة :”نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى” ، فأجابهم :”بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولًا ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم” ، وحينما قدم جيش كسرى وجدوا أن هانئ وجيشه اعتصموا في صحراء لا شجر فيها ولا ماء ، غير أن هانئ كان قد أخذ ما يكفيهم من الماء .

بدأ العطش يقتل رجال الفرس ، ولكن الحرب اندلعت بين الطرفين ، حتى وقعت الهزيمة على قبيلة إياد أمام جيش هانئ ، ثم تم الانقضاض على رجال الفرس الذين تمزقوا ، ولم يبق منهم سوى فلول قليلة عادوا كالفئران التي غرقت في الزيت ، حيث أن ساحة ذي قار كانت عبارة عن أرض مغطاة بالزفت والقطران في معظم أرضها ، وحينما رآهم كسرى على هذا الحال صاح :”أين هانئ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار؟” ، ولم يمض سوى وقت قصير حتى مات كسرى بحسرته .


المصدر : موقع القصص

قصة فتح الإسكندرية

المشاهدات


أدرك عمرو بن العاص  فور وصوله إلى الإسكندرية ، ودراسته للوضع الميداني أن المدينة حصينة ، إذ يحيط بها سوران محكمان ، ولها عدة أبراج ويحيط بها خندق يملأ من ماء البحر عند الضرورة للدفاع ، وتتألف أبواباها من ثلاث طبقات من الحديد ، ويوجد مجانيق فوق الأبراج ، ومكاحل وقد بلغ عدد جنود حاميتها بعد الإمدادات التي أرسلها الإمبراطور البيزنطي خمسين ألف جندي .

ويحميها البحر من الناحية الشمالية ، وهو تحت سيطرة الأسطول البيزنطي الذي كان يمدها بالمؤن والرجال والعتاد ، وتحميها قريوط من الجنوب ومن المتعذر اجتيازها ، وتلفها ترعة الثعبان من الغرب ، وبذلك لم يكن للمسلمين طريق إليها إلا من ناحية الشرق ، وهو الطريق الذي يصلها بكريون .

خطة عسكرية لضمان النصر :
وكانت المدينة حصينة من هذه الناحية ، ومع ذلك لم ييأس ، ووضع خطة عسكرية ضمنت له النصر في النهاية ، قضت بتشديد الحصار على المدينة حتى يتضايق المدافعون عنها ، ويدب اليأس في نفوسهم فيضطروا للخروج للاصطدام بالمسلمين ، لتخفيف وطأة الحصار ، وهكذا يستدرجهم ويحملهم على الخروج من تحصيناتهم ثم ينقض عليهم ، لذلك نقل معسكره إلى مكان بعيد عن مرمى المجانيق بين الحلوة وقصر فارس .

قوة استطلاع بيزنطية :
إستمر الوضع على ذلك مدة شهرين لم يخرج البيزنطيون من تحصيناتهم للقتال ، سوى مرة واحدة حيث خرجوا قوة عسكرية بيزنطية من ناحية البحيرة ، واشتبكت مع قوة إسلامية ثم ارتدت إلى الحصن ، ولعلها كانت بمثابة قوة استطلاع أو جس نبض .

خطة لرفع معنويات جيش المسلمين :
ورأى عمرو بن العاص  أن يقوم بعمل عسكري يشغل به جنوده ، إذ أن الانتظار قد يؤثر على معنوياتهم القتالية ، ويدفعهم إلى الخمول ، فشغلهم بالغارات على الدلتا ، وأبقى معظم جنوده على حصار الإسكندرية .

صراع القسطنطينية :
ونتيجة لاشتداد الصراع في القسطنطينية بين أركان الحكم ، انقطعت الإمدادات البيزنطية على الإسكندرية ، إذ لم يعد أحد منهم يفكر في الدفاع عنها ، مما أثر سلبًا على معنويات المدافعين عنها ، فرأوا أنفسهم معزولين ولا سندًا لهم مما زاد من مخاوفهم ، ما كان يقوم به المسلمون من غارات على قرى الدلتا والساحل ، فإذا سيطروا عليها فسوف يقطعون المياه عنهم .

قلق عمر بن الخطاب على جيش المسلمين :
كان عمر بن الخطاب في المدينة ينتظر أنباء مصر ، وهو أشد ما يكون استعجالا لنبأ سقوط الإسكندرية في أيدي المسلمين ، ولكن هذا النبأ أبطأ عنه أشهرًا، فراح يبحث عن السبب وهو لم يقصر عن إمداد عمرو بن العاص  بما يحتاج إليه من المساندة ، التي تكفل له النصر ، وخشي أن تكون خيرات مصر قد أغرت المسلمين فتخاذلوا ، وقال لأصحابه ما أبطؤوا بفتحها إلا لما أحدثوا .

خطاب عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص :
ثم كتب إلى عمرو بن العاص ،  يقول له : أما بعد فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر ، إنكم تقاتلونهم منذ سنتين ، وما ذلك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ، ما أحب عدوكم وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قومًا إلا بصدق نياتهم ، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر ، وأعلمتك أن الرجل منهم مقاوم ألف رجل على ما كنت أعرف إلا أن يكونوا غيرهم .

فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس ، وحضهم على قتال عدوهم ورغبهم في الصبر ، والنية وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس ، ومر الناس جميعًا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد ، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة ، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة ، ووقت الإجابة وليعج الناس إلى الله ويسألوه النصر .

فتح الإسكندرية :
شكل كتاب عمر عامل دفع للمسلمين ، فاقتحموا حصون الإسكندرية ففتحوها بحد السيف ، في يوم ( 28ذو القعدة سنة20 هـ ) الموافق (8 نوفمبر سنة 641م) ، بعد حصار دام أربعة أشهر ونصف ، وفر البيزنطيون منها بكل اتجاه للنجاة بأنفسهم ، وأذعن سكانها من الأقباط ، واستبقى عمرو بن العاص أهلها ، ولم يقتل ولم يسب وجعلهم ذمة كأهل حصن بابليون .

تباين الروايات في الأثر عن فتح للإسكندرية :
تتباين روايات المصادر حول كيفية فتح الإسكندرية ، أكان عنوة أو صلحًا ويذكر البلاذري أن المسلمين قاتلوا الحامية البيزنطية قتالًا شديدًا ، وحاصروهم مدة ثلاثة أشهر، ثم إن عمرو بن العاص  فتحها بالسيف ، وغنم ما فيها واستبقى أهلها ولم يقتل ولم يسب وجعلهم ذمة كأهل بابليون .

رواية ابن إسحاق عن فتح الإسكندرية :
ويخالف ابن إسحاق البلاذري في روايته حول فتح الإسكندرية ، فيذكر أنها فتحت صلحًا وليس عنوة ، على الرغم من كلا الطرفين الإسلامي والبيزنطي في مصر ، استعدا للقتال الذي أمكن تجنبه في اللحظة الأخيرة وتشير هذه الرواية إلى أن المسلمين فتحوا الكثير من القرى ، حتى وصلوا إلى الإسكندرية ، وكانت سباياهم من فتوح هذه القرى عظيمة جدًا ، وقد بلغت المدينة ومكة واليمن ، حتى إذا وصل إلى بلهيب راسله صاحب الإسكندرية .

وعض عليه الجزية مقابل رد السبايا ، فأرسل عمرو كتابًا إلى عمر يستشيره فجاءه الجواب بالموافقة على أن يخير السبايا بين البقاء على دينهم ، وعليهم الجزية وبين الدخول في الإسلام ، فترفع الجزية عنهم أما من تفرق في الجزيرة العربية ، فإنا لا نقدر على ردهم ، ولا نحب أن نصالحه على أمر لا نفي له به .

الرواية النصرانية لفتح الإسكندرية :
وتشير الرواية النصرانية أن الإسكندرية فتحت صلحًا ، فيذكر حنا النقيوسي أن قرس المقوقس ، لم يكن وحده الذي رغب في السلام ، وإنما رغب فيه السكان والحكام ، ولذا اجتمعوا واتفقوا مع قيرس ، على إنها الحرب بعقد الصلح مع المسلمين ، وذهب قيرس إلى بابليون ، حيث كان عمرو بن العاص هناك بعد غاراته على الدلتا ، وعقد معه معاهده يصح أن نطلق عليها معاهدة بابليون الثانية ، تمييزًا لها عن المعاهدة الأولى ، أو أن نسميها معاهدة الإسكندرية ، لأنها كانت خاصة بأهل الإسكندرية وحاميتها .

الرواية الراجحة لفتح الإسكندرية :
والراجح أن الإسكندرية فتحت عنوة ، غير أن عمرو بن العاص عامل أهلها كأهل ذمة ، لأسباب سياسية تتعلق بالمحافظة على مكتسبات الفتح من جهة ، والتفرغ لتنظيم إدارة البلاد من جهة أخرى ، بالإضافة إلى الانطلاق لتحقيق فتوح جديدة على ساحل شمالي إفريقيا .


المصدر : موقع القصص

قصة معركة البويب

المشاهدات


تناهت إلى أسماع الفرس أنباء الإمدادات الإسلامية ، التي كانت ترسل تباعًا إلى العراق ، فهالهم أمرها وأدركوا أن انتصارهم في معركة الجسر لم يكن حاسمًا ، وأن الأمور قد وصلت إلى مرحلة لا بد معها من الإعداد المنظم لمقاومة الانتشار الإسلامي ، الذي أتاحه الصراع الداخلي على السلطة .

خطة الفرس الجديدة لمواجهة المسلمين :
ولا يتحقق ذلك إلا بإزالة الخلافات الداخلية المتجددة ، وهكذا أنهى رستم خلافه مع فيروز الطامع باعتلاء العرش الفارسي ، واتفقا على تجهيز جيش قوامه اثنا عشر ألف مقاتل بقيادة مهران بن باذان الهمذاني ، ودفعه إلى ساحة القتال ، وقد اختارا هذا القائد لأنه تربى في الوسط العربي ، فنشأ يعرف اللغة العربية ويقدر مدى قوة العرب ويقف على أساليبهم القتالية .

الاستعداد للمعركة :
غادر مهران المدائن باتجاه الحيرة ، وهو حريص على تحقيق انتصار يفوق بأهميته انتصار بهمن من قبل ، وعلم المثنى من جهته بأنباء هذا الخروج فقرر أن يتحرك على الفور للاصطدام به ، فغادر مكان إقامته في مرج السباخ إلى البويب ، وهو المكان الذي اختاره لخوض المعركة وأرسل إلى جرير بن عبدالله البجلي ليوافيه في هذا المكان ، ولما وصل عسكر على شاطئ الفرات الشرقي في مكان يعرف بدير هند ، وقد بلغ عدد قواته ثمانية آلاف بعد وصول الإمدادات وسار مهران إلى البويب أيضًا ، وعسكر في بسوسا مقابل المسلمين لا يفصل بينهما إلا النهر .

العمل بنصيحة عمربن الخطاب :
أرسل مهران إلى المثني ، يقول له : إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم … متبعًا في ذلك خطى بهمن جاذويه ، وما كان للمثني أن يعيد خطأ أبي عبيد كما عمل بنصيحة عمر بن الخطاب حين عهد إليه وإلى المسلمين ، ألا يعبروا بحرًا ولا جسرًا إلا بعد ظفر .

معركة البويب :
وعبر الفرس إلى البويب ، ونزلوا في الملطاط مما يلي دير الأعور في رقعة تسمى شوميا ، ومعهم ثلاثة أفيل وعبأ كل جمع قواته استعدادًا للقاء ، يحاول كل منهما أن يجعله حاسمًا ثم اشتبكا في رحى معركة طاحنة وأدار المثني المعركة بحكمة بالغة ، مما كفل له النصر وقتل مهران في المعركة وتشتت جيشه وفر أفراده في فوضى واضطراب ، فطاردهم المسلمون مدة يومين حتى السيب وهو موضع على نهر دجلة .

وسمى المسلمون معركة البويب ، التي حدثت في ( شهر رمضان 13 هـ ) الموافق (شهر نوفمبر 634 م ) ، يوم الأعشار لأنهم أحصوا مائة رجل قتل كل منهم عشرة في المعركة .

تعقيب على معركة البويب :
ويعد انتصار المسلمين في البويب ردًا على خسارتهم في معركة الجسر ، ولا شك بأن الفرس أخطأوا حين ظنوا أن بإمكانهم تكرار ما حصل قبل شهر ، فإذا بهم يفجعون بفقدان الآلاف من فرسانهم .

وقد استطاع المثني أن يتجنب ما ارتكب من أخطاء في معركة الجسر ، وأن يحول دون اتخاذ الفرس لهذا الانتصار نقطة تحول في سير العمليات العسكرية لصالحهم ، بل إنه جعل من ذلك الانتصار الفارسي حدثًا عرضيًا مرّ وانتهى وزال أثره .

كما أثبت المثنى أنه جندي محترف وقائد عسكري على درجة عالية من الكفاءة والفروسية ، فقد اختار أرض المعركة وكانت محصورة بين الفرات والبويب ، وهي تصلح لنصب الكمائن للعدو،  ثم وضع الخطط المناسبة لهذه الأرض ، بحيث يتسنى للقوات القليلة العدد أن تكون فاعلة وتفقد الأكثرية العددية فاعليتها .

وذلك من واقع سعة خط المواجهة المحدود الذي سوف يسمح بتواجد أعداد متكافئة من الطرفين ، في حين تظل الكثرة العددية خلف هذا الخط دون فاعلية ، بل إنها تصبح عبئًا على جيشها ، ويعد وجودها خرقًا لمبدأ الاقتصاد في القوى ، كما يعد تعريضها للخطر خرقًا لمبدأ الأمن ويكون النصر في هذه الحالة إلى جانب التدريب الأعلى والمهارة القتالية في الميدان ، وقد كان ذلك للمسلمين على الفرس .

يضاف إلى ذلك فقد ارتكب مهران خطأ عسكريًا آخر، حين أغفل حراسة الجسر الذي كان يمثل خطر الرجعة الوحيد له ولعله كان واثقًا من قدرته على الانتصار .

خاض المسلمون معركة البويب بروح معنوية مرتفعة حتى كان لكل قبيلة موقفها الذي تتحدث عنه بعد المعركة وتفاخر به وعندما خطب المثني بالمسلمين ، يحثهم على الحرب تجنب الحديث عن يوم الجسر ، أو التذكير به ولا شك بأنه كان حريصًا ، وهو على أبواب معركة كبرى أن لا يذكر لهم الهزيمة.

استفاد المسلمون من أخطاء معركة الجسر ، وأثبتت تجربة البويب التي خاضوها في ظروف مشابهة ذلك ، بل إن المثني استطاع أن يعيد مشاهد معركة الجسر بحذافيرها ، إنما بشكل معكوس أي تبادل الغالب والمغلوب وأوضاعهما فضلًا عن أنه نجح في الانسحاب ، مع من تبقى من جيشه في حين لم ينجح الفرس في سحب قواتهم في البويب ، بل تبددت وأبيدت على ضخامة حجمها .

كان من بين عوامل الانتصار التصاق المثنى كقائد في ميدان المعركة بقواته ، حيث ربطته بهم محبة فياضة ، وذلك من خلال أحاديثه معهم وطوافه بفرسه الشموس على راياتهم ، يحمسهم ويعطيهم توجيهاته ويحرك مشاعرهم  ، فضلًا عن طوافه بينهم والمعركة دائرة لا يغفل عن ملاحظة أي حادث يمكن أن يؤثر على معنوياتهم ، فيستدركه من ذلك ما فعل حين أصيب أخوه مسعود إصابة قاتلة .

ورأى أثر ذلك على المقاتلين ، فطلب منهم مواصلة القتال ورفع الرايات حتى ينضوي تحتها المقاتلون فقال: يا معشر المسلمين لا يرعكم مصرع أخي فإن مصارع خياركم هكذا ولا يقل عن هذا قوله عن نفسه مستبشرًا بالشهادة (أرفعوا راياتكم رفعكم الله لا يهولنكم مصرعي) .

أرسل المثني بعض السرايا إلى عمق الجبهة مع الفرس ، وذلك لتحقيق هدفين ، الهدف الأول : هو تشتيت قوى العدو وإرباكها ، ومنعها من إعادة التجمع ، فراح المسلمون يشنون الغارات فيما بين كسكر وجنوبي الفرات إلى عين التمر ، وما والاها من أرض الفلاليج والعال ، فشملت جميع الجنوب العراقي .

وامتدت حتى تكريت وصفين وبلغوا ساباط على مرأى من المدائن فغنموا وسبوا كثيرًا بحيث لم يحظ بمثلها مسلم مقاتل من قبل. ، والهدف الثاني : الحصول على الأقوات الضرورية ، لتموين قواته فهاجم المسلمون قرى السواد وأسواق العراق الغنية مثل الخنافس وبغداد .


المصدر : موقع القصص