اكتب ما تود البحث عنه و اضغط Enter
‏إظهار الرسائل ذات التسميات انبياء. إظهار كافة الرسائل

قصة سيدنا موسى من المولد إلى ما قبل البعثة

المشاهدات


قصص الأنبياء من أجمل أنواع القصص ففيها نتعلم ونعرف عن رسول الله صلوات ربي عليهم، ونعرف كيف جاهدوا بدعوتهم من أجل إعلاء كلمة التوحيد ومن أجل أن يعبد الله وحده في هذه الأرض، نقدم لكم قصص القران سيدنا موسى.

قصص القران سيدنا موسى من المولد إلى ما قبل البعثة
سيدنا موسي هو أحد الأنبياء الذين ارسلهم الله إلى بني اسرائيل كما ارسله الله تعالى إلى فرعون مصر، وتبدأ قصة سيدنا موسى عليه السلام برؤية يؤاها فؤعون مصر فتقلق مضجعه، ويأتي بالكهنة كي يفسروها له فيقولون له أن هناك طفل ذكر سيولد لبني إسرائيل وسيكون زوال ملكك على يديه،.

يجن فرعون عن سماع كلام الكهنة ويقرر قتل كل مولود ذكر يولد لبني اسرائيل ويترك النساء أحياء، وبعد أن عاث جنود فرعون فسادا في قتل ابناء بني اسرائيل يقترح الكهنة على فرعون أن يقتل الذكور سنة ويتركهم يعيشون سنة كي لا ينتهي الذكور من جنس بني اسرائيل، وبالفعل يتخذ فرعون هذا القرار لكن القدر له رأي أخر.

فيولد سيدنا هارون في السنة التي لا يقتل فيها الذكور ويولد سيدنا موسي في سنة قتل الذكور، فتتخذ أمه كل الإحتياطات كي لا يعلم أحد بحملها أو ولادتها وعندما خشيت عليه من بطش فرعون أوحى الله لها أن تضعه في صندوق وتلقيه في اليم وتجعل اخته تراقبه من بعيد، ويشاء السميع العليم أن يقف الصندون أمام قصر فرعون وأن تجد الصندوق أسية زوجة فرعون فتقع في حب الرضيع موسي من أول نظرة وتطلب من فرعون أن تجعله ابنا لها، ويوافق فرعون ويربى سيدنا موسي في قصره>

ويرفض سيدنا موسي المرضعات ولا يقبل الرضاعة إلا من أمه فيرده الله إليها كما وعدها، ويكبر سيدنا موسي في قصر فرعون وفي يوم من الأيام يمر برجلين يقتتلان رجل من قومه بني اسرائيل ورجل من أل فرعون، فيثتغيث الرجل الإسرائيلي بسيدنا موسي فيقوم سيدنا موسي بمساعدته، ولأن سيدنا موسي كان قوي البنية يوكز الرجل المصري فيقع قتيلا.

يشعر سيدنا موسى بعدها بالندم الشديد على قتل نفس ويعزم على عدم تكرار فعلته مرة أخرى،  ولكن في اليوم الثاني يجد نفس الرجل من بني إسرائيل يتشاجر مع رجل مصري آخر وعندما يهم سيدنا موسى بنصرة الرجل اليهودي يقول له المصرى يا موسي هل تريد أن تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس، هنا يتذكر سيدنا موسي فعلته وعزمه على عدم تكرارهافيترك الرجلان ويذهب بعيدا.

بعدها يأتى رجل يجرى وينبه سيدنا موسي أن أهل الرجل المصري الذي قتل وفرعون يكيدون له للثأر منه وينصحه بالهجرة والخروج من مصر فورا، فيأخذ سيدنا موسي بالنصيحة ويهاجر إلى مدين، وعندما يصل هناك يجد بئر يحتشد عليه جمع من الناس لكي يقوموا بسقاية أغنامهم، ويجد فتاتين تقفان بعيدا عن الزحام بغنمهم، وبشهامة سيدنا موسى يتطوع ويأخذ الغنم من الفتاتين ويسقيهم لهم لكي يكفيهم شر التخبط مع باقي الرعاة، ثم يرد الغنم للفتاتين ويتولى إلى ظل شجرة دون انتظار كلمة شكر منهما ، ويتوكأ سيدنا موسى على جزع الشجرة ويدعوا الله قائلا ربى إني لما أنزلت إلى من خير فقير.

بعد فترة تأتى إحدى الفتاتين وتقول لسيدنا موسى أن والدها رجل كبير بالسن ويريده أن يذهب إليه لكي يعطيه أجر سقاية الغنم، فيذهب سيدنا موسى إلى الرجل وهو سيدنا شعيب ولكن يقول للفتاة أنه سيذهب أمامها وهي تمشي خلفه وتدله على الطريق عن طريق إلقاء الحصى، وبالفعل يصل سيدنا موسي إلى منزل سيدنا شعيب ويقص عليه حكايته وهنا يتعجب سيدنا شعيب من هذه الحكاية ويصبر سيدنا موسى بقوله نجوت من القوم الظلميين.

تقترح إحدى بنات سيدنا شعيب أن يقوم والدها باستأجار سيدنا موسى لرعاية الغنم وسقايتهم وذلك بسبب قوته وأمانته، وهنا ينير الله بصيرة سيدنا شعيب ويقترح على سيدنا موسى أن يقوم بتزويجه إحدى بناته مقابل أن يمكث عنده أجيرا ثماني سنوات إلى عشر وبالفعل يتم الإتفاق وتتم الزيجة ويمكث سيدنا موسى عشر سنوات أجيرا كمهر لزوجته وبعد انقضاء العشر سنوات يقرر سيدنا موسى العودة إلى مصر، لكي يبدأ رحلة جديدة في حساته من تلقيه الوحى وكلامه مع الله وبعثته إلى فرعون هاديا ومبشرا ونزيرا.

قصة سيدنا سليمان وملكة سبأ

المشاهدات


سيدنا سليمان عليه السلام هو أحد انبياء بني إسرائيل وهو ابن سيدنا داوود عليه السلام، ولقد علمه الله الحكمة منذ الصغر وأتاه ملكا عظيما، والقران الكريم مليئ بقصص سيدنا سليمان عليه السلام لكن اليوم سنقص عليكم قصص القران سيدنا سليمان وملكة سبأ.

قصص القران سيدنا سليمان وملكة سبأ
كما قولنا سابقا القران الكريم  أورد أكثر من قصة لسيدنا سليمات نذكر مثلا قصة سيدنا سليمان مع والده في مجلس القضاء، وقصته عليه السلام مع الجن وقصته عليه السلام مع النملة، وقصته عليه السلام مع الهدهد وملكة سبأ وهذه هي القصة التي نحن بصددها الآن.

بدأت هذه القصة عندما كان سيدنا سليمان عليه السلام يتفقد جيشه من الحيوانات والطيور، وعندها لاحظ سيدنا سليمان عليه السلام اختفاء الهدهد دون سابق اذن أو انزار، غضب سيدنا سليمان عليه السلام من غياب الهدهد وتوعده بالعقاب الشديد فور عودته إن لم يقدم له سببا مقنعا عن غيابه.

وبالفعل رجع الهدهد وذهب إلى سيدنا سليمان عليه السلام وحكي له سبب غيابه وهو أنه التقى بهدهد من بلاد الجنوب فحدثه عن مملكة عظيمة فذهب معه هدهد سيدنا سليمان ليرى تلك المللكة، ولكن عندما وصل هدهد سيدنا سليمان عليه السلام إلى تلك المللكة التي كانت تقع في سبأ باليمن آن ذاك رأى شيئا عجيبا، رأي أهل هذه المملكة يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله جل وعلا.

بعدما سمع سيدنا سليمان عليه السلام كلام الهدهد قال له سننظر في صدق كلامك وارسل الهدهد إلى تلك المملكة برسالة لكي يلقيها إليهم، وبالفعل وصل الهدهد والقي الرسالة وتنحى جانبا لكي يرى ردة فعل الملكة وحاشيتها على رسالة سيدنا سليمان عليه السلام.

فور تلقى ملكة سبأ الرسالة وقرائتها جمعت حاشيتها ومستشاريها لترى رأيهم فيما ورد في تلك الرسالة، ولقد كانوا أقل منها حكمة فقالوا لها نحن أولوا قوة وبأس شديد وإن اردتي الدخول في الحرب فنحن لها، لكن ملكة سبأ التى كانت تدعى بلقيس كانت أكثر منهم حكمة، فقالت سوف نرسل بالهدايا إلى الملك سليمان لنستعطف جانبه إلينا.

كانت ملكة سبأ تظن سيدنا سليمان عليه السلام كباقي الملوك وبالفعل ارسلت له الهدايا والعطايا، لكن  سيدنا سليمان غضب غضبا شديدا من تلك الهدايا وردها إليهم وقرر الحرب عليهم، وعندما رجعت الهدايا عرفت ملكة سبأ مع من تتعامل فقررت الذهاب لزيارة سيدنا سليمان عليه السلام.

عندما علم سيدنا سليمان عليه السلام بقدومها طلب من خدامه من الجن احضار عرشها، فقال له أحد الجن أنا سوف احضر لك عرشها قبل أن تقوم من مقامك، لكن قال له مستشاره آصف بن برخيا الذي آتاه الله من علمه أنه سوف يحضر عرش ملكة سبأ قبل أن يرتد طرف سيدنا سليمان إليه.

وبالفعل  عند وصول ملكة سبأ وجدت عرش يشبه عرشها بل هو عرشها نفسه فلما سألها سيدنا سليما هل هذا هو عرشك قالت كأنه هو، حيث أنها لم تتوقع أن يكون هو عرشها وهى من تركته خلفها في مملكتها، وكان سيدنا سليمان عليه السلام قد أمر الجن قبل حضورها ببناء صرح عظيم ممرد من قوارير، ودعى ملكة سبأ لدخوله، وعند دخولها رفعت ملابسها كي تتقي الماء لكنها لم تجد أي ماء تحتها، فقال لها سيدنا سليمان أنه لا يوجد ماء وأن هذا القصر صنعه له الجن ممرد من قوارير، هنا أزعنت ملكت سبأ وأعلنت اسلامها وإيمانها بالله الواحد الاحد.

قصة نبي الله هود عليه السلام

المشاهدات


كان نبي الله هود عليه السلام في مكان يسمى الأحقاف وهو تلك المنطقة من شبه الجزيرة العربية التي تعرف الآن باسم الربع الخالي، وكان قوم هود هم من ذكروا في القرآن باسم قوم عاد وهم ينتسبون إلى سام بن نوح وقد سمي هؤلاء القوم أو تلك القبيلة نسبة إلى عاد بن إرم بن سام، وكانوا من الأقوام التي حباها الله بالكثير من النعم والخيرات سواء في الرزق أو قوة الجسد ومتانته إلا إنهم كفروا بنعمة الله وعبدوا الأوثان من دون الله، فمن عادة البشر النسيان والحيد عن الطريق فبعد الطوفان ومع تعاقب الأجيال خوفًا من نسيان قصص الأجداد قاموا بإقامة التماثيل التي تخلد ذكراهم ومع مرور الوقت عبدت، ومع أزدياد الكفر وظهوره في الأرض جاء الأمر لهود بالدعوة حيث كان هود ممن يتمتعون بالحكمة ورجاحة العقل.

ظهر جليًا في قوم عاد التضاد بين العقول والأجساد فقد كان قوم عاد أقوى من على الأرض في هذا الزمن إلا أن عقولهم ونفوسهم ضعيفة فعبدوا الأوثان، وتصدوا لنبي الله هود في دعوته التي جائهم بها لعبادة الله ” يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ”، وكعادة أصحاب العقول الضعيفة ظنوا أن هود يسعى للسيادة وقدموا له العروض التي رفضها وعدد لهم نعم الله عليهم ولكن جاءت النتيجة عكسية إذا أصابهم الغرور بما يتميزون به من مزايا عن باقي أهل الأرض.

كان لهود وقومه جولات في الإقناع والحجج وبخاصة في يوم القيامة حيث أنه كعادة أهل الكفر لا يؤمنون بالقيامة والحساب، إذ إنهم يرون بأن الحياة هى فقط ما نعيشه في الدنيا، كما تملكهم الغرور والزهو بما لديهم وتكبروا على الله ولم يدركوا الخطأ حتى مع محاولات هود تذكيرهم بسفينة نوح ومع تعاقب السنين ازداد الصراع والعناد من قوم عاد حتى اتهموا هود بالجنون والكذب كما كان مع نوح واصروا على موقفهم ” وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ”.

لم يجد هود أمامه مع هذا الإصرار والعناد والتحدي بدًا فقال كما ورد في القرآن” إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ”.

دلت تلك الآيات على مدى ثقة هود وإيمانه بتحقيق وعد الله، وانتظر الجميع وعد الله وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الوعد حيث توقف المطر وجفت الأرض إلى أن مات الزرع، ثم جاء سحاب ثقيل فاستبشر القوم ولكن مع قدوم السحاب جاء البرد الذي تزايد إلى أن قضى على الجميع حيث استمرت تلك الرياح سبع ليالي وثمانية أيام إلى أن توقفت فكان الكافرون قد هلكوا ولم يبقى إلا القليل الذين آمنوا مع هود ” وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ”.

قيل بأن نبي الله هود بعد الريح ذهب بمن بقي من قومه إلى مكة وبقي فيها وتوفي وقد بلغ من العمر مائة وخمسون عامًا، ولكن اختلف العلماء في موقع دفنه فهناك من قال في حضرموت، ومن قال بالقرب من بئر زمزم، ومن قال في دمشق، ومن قال علي قمة جبل شرق مدينة جرش، ومن قال بالنجف الأشرف بالعراق.

المصدر : قصص واقعية 

قصة الخضر عليه السلام من قصص القرآن الكريم

المشاهدات


 اعداد : سارة المصري

كان موسى عليه الصلاة والسلام يخطب يوما في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلا: هل على وجه الأرض أعلم منك فقال موسى: لا أحد أعلم مني، فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يفوض العلم إلى الله، وقال له: إن لي عبدا أعلم منك يدعي الخضر وإنك تستطيع أن تلقاه في نقطة اجتماع البحرين، وأوضح له أن العلامة التي يستطيع أن يستدل بها على مكانه، هي أن يأخذ معه سمكة ميتة يضعها في كيس أو سلة ويسافر في البحار فإذا فقد هذه السمكة فهنالك سيجد الخضر عليه السلام.

وسار موسى مع فتاه يوشع بن نون إلى البحر وبعد سفر طويل وصل موسى عليه السلام وفتاه إلى مكان مصب المياه، وكان متعبا فاستلقي على صخرة ونام، وجلس فتاه يرقب فإذا بالكيس يتحرك والسمكة تنزل إلى البحر وتسبح فيه وانتظر يوشع صاحبة نبي الله إلى أن يستيقظ، فلما أفاق من نومه نسي الفتى أن يخبره بأمر السمكة ومشيا طويلا حتى تملكهما الجوع، فقال موسى عليه السلام لفتاه: أعد لنا الطعام، فلما فتح الكيس تذكر أمر السمكة، وقال على عجل: أتذكر عندما غفوت عند الصخرة؟ لقد فقدت السمكة هناك وعادت إلى البحر تسبح فيه .

ففرح موسى عليه السلام وعاد أدراجه إلى الصخرة التي نام عندها، وإذا به يجد رجلا مستلقيا على الأرض، قد اخضرت الأرض حوله، نائم عند الماء، فسلم عليه موسى قائلا: السلام عليك، فرد الرجل ومن أين يأتي السلام، ومن أنت؟ قال: له أنا موسى فرد الرجل موسى بني إسرائيل؟ فدهش نبي الله وقال: وما أدراك بي؟ فقال مبتسما: أدراني بك الذي أدراك بي، الله جل وعلا، وما تريد مني يا موسى؟ قال: جئت أتعلم منك. قال: أتتعلم مني وعندك التوراة؟ فرد موسى: أن لك من العلم ما لم أعلمه أنا فقال الخضر: لن تصبر يا موسى، فأجابه ستجدني إن شاء الله صابرا ولن أعصي لك أمرا .

فرجع الفتى يوشع إلى قومه، وسار موسى برفقة الخضر إلى البحر ينتظران سفينة تقلهما، فلما رأى أصحاب السفينة الخضر أركبوه وصاحبه بغير مقابل، لأنه عرف بالرجل الصالح ولما سارت السفينة بالبحر تتالت المواقف بين موسى والخضر، فأولها كان حين قام الخضر فأتي بفأس وبدأ بتكسير السفينة، كأنه يريد إغراقها، فصاح موسي غاضبا: ماذا تفعل؟ أتريد إغراقها وأهلها أركبونا بغير مقابل؟ فقال الخضر لموسى: ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا فاعتذر موسى عليه السلام.

ثم وصلا إلى قرية فيها غلمان يلعبون، والخضر يحدق بغلام يلعب ويتبعه بنظره حتى إذا استفرد به أخذ الغلام فقتله، فلم يتمالك موسى نفسه، وقال: لقد قتلت نفسا بغير ذنب هذا منكر عظيم!؟ فقال له الخضر: قلت لك لن تتحمل هذه الرحلة، فقال موسى: إن سألتك عن شيء ثالث فلا تصاحبني وأَنهِ الذي بيني وبينك .

ثم انطلقا إلى قرية أهلها بخلاء، طلب الخضر وموسى عليهم السلام منهم طعاما، فلم يعطهم أحد، وكانا جائعين قد أنهكهما السفر، فلما جاء المساء رأی الخضر جدارا يوشك على الانهيار.. فقام يصلحه وقام موسي معه متعجبا! فكيف يصلحان طول الليل جدارا لقوم بخلوا عليهم بالطعام، فلما جاء الصباح قال موسی معترضا لم لا تطلب أجرا من أهل البيت على إصلاحك لهذا الجداره!  فقال الخضر؛ انتهت الرحلة، وهذا فراق بيني وبينك.. والآن سأفسر لك أسبابي للمواقف الثلاثة أما السفينة، فقد كان ينتظرها ملك ظالم يتفحص كل السفن، فإذا رأى سفينة بغير عيوب أخذها واستولى عليها بالقوة وسفينتنا التي ركبنا عليها كانت المساكين وأيتام فإذا أخذ هذا الملك السفينة فمن يعينهم، فكان فعلي رحمة بهم.

وأما الصبي الذي قتلته، فقد أوحى الله إلى أنه إذا كبر فسيرهق أمه وأباه المؤمنين ظلما وطغيانا، وقد قتلته صغيرا لم يكتب عليه ذئب بعد، فقد كان قتله رحمة به وبوالديه، وقد أخبرني الله أنه سيعوض أبويه بغلام بار بيهما وأما الجدار يا موسى، فهو الغلامين يتيمين بالقرية البخيلة، كان والدهما صالحا وكان يمتلك كنزا ولكنه خاف بعد موته أن تطمع القرية بالكنز فتنهبه، ويبقى الغلامان بغیر سند، فحفر حفرة تحت الجدار وخبأ الكنز فيها، فأردت أن أصلح الجدار الأحفظ حق الغلامين.. وكل ما فعلته ليس هو اجتهادي أنا، بل وحي من الله عز وجل، وهذا ما لم تستطع عليه صبرا .


المصدر : قصص واقعية

قصة النبي نوح عليه السلام ابو البشر الثاني

المشاهدات


اسمه هو نوح بن لامك بن متوشلح بن إدريس بن يارد بن مهلاييل أو مهلائيل بن قينان أو قينن بن أنوش بن شيث بن آدم، وقد ورد في السيرة بأن نوح جاء بعد آدام بحوالي الف عام أي عشرة قرون حيث ذكر النبي صل الله عليه وسلم” كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الاسلام”.

كان نوح بين قوم ممن يعبدون الأصنام، وجاء الأمر إلى نوح بدعوة قومه إلى الإسلام وعبادة الله الحق وبدأت رحلته التي استمرت حوالي 950 سنة كما جاء في القرآن الكريم ” فَلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا” وخلالها لم يترك نوح طريقة أو وسيلة لدعوة قومه للبعد عن عبادة الأصنام والتوجه إلى عبادة الله والإسلام فقدم لهم وسائل الترغيب والترهيب،  كما ورد في قصة نوح عليه السلام في القرآن ” اعبُدوا اللهَ ما لكُم من إلهٍ غيرهِ إنِّي أخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيمٍ”.

قيل بأن القوم كانوا يقومون بإيذاء نوح بشكل كبير حتى إنهم كانوا يقومون بخنقه إلى أن يصاب بالإغماء، ومع إستمرار الدعوة ومرور الأعوام كان كل قرن أسوء ممن قبله وكانوا يتهمون نوح عليه السلام بأنه مجنون كما توارثوا عن آبائهم، إلا إن ذلك لم يفت في عضد نبي الله نوح بل ظل على طريق دعوته، إلا إن دعوته لم تجد صدى كبير لدى قومه إذا لم يؤمن معه إلى القليل من القوم.

أوحي إلى نوح من الله عز وجل بأن من آمن من قومه هم كل من سيؤمنون به ولن يكون هناك المزيد ” وأُوحيَ إلى نوحٍ أنَّهُ لن يُؤمِنَ مِن قومِكَ إلا مَنْ قد ءامنَ” وهنا دعا نوح عليه السلام ربه أن لا يدع على الأرض أي كافر حتى تتطهر ” ربِّ لا تذر على الأرضِ مِنَ الكافرينَ دَيَّارًا* إنَّكَ إنْ تذرهُم يُضِلُّوا عِبادكَ ولا يَلِدوا إلا فاجِرًا كَفَّارًا” وقدم الشكوى إلى الله مما يلاقيه من قومه فأوحى له الله أن يقوم بصناعة الفلك والتي عرفت بيننا بسفينة نوح وطوال المدة التي كان يقوم نوح بصناعة الفلك كم سخر منه القوم فلم يعرفوا السفينة من قبل.

اختلفت الأقاويل في حجم الفلك الذي جهزه نوح، وقد جهز نوح في هذا الفلك الطبقة السفلية للدواب والمواشي والوحوش، أما الطبقة الوسطى فجهزها للبشر، بينما الطيور جهز لها الطبقة العليا، وبعد الانتهاء من تجهيز الفلك جاء الأمر ” حتى إذا جاءَ أمرنا وفارَ التَّنُّورُ قُلنا احْمِلْ فيها مِن كُلّ زوْجَينِ اثنينِ وأهلَكَ إلا مَن سَبَقَ عليهِ القولُ ومَنْ ءامَنَ وما ءامَنَ معهُ إلا قليلٌ”.

فار التنور فجمع نوح من آمن معه وكان منهم ثلاث من أبنائه سام، وحام، ويافث بينما قيل بأنه إبنه الرابع راح في الطوفان لأنه كان من الكفار، بدأ الماء بفوران التنور ثم جاء نزول المطر مما دفع الوحوش إلى التجمع حول الفلك فأخذ من كل نوع زوجين وعندما تم تنفيذ الأمر بجمع الدواب والطيور والناس كان إنهمار المطر ” ففتحنا أبوابَ السَّماءِ بماءٍ مُنهَمرٍ* وفجَّرنا الأرضَ عُيونًا فالتقى الماءُ على أمرٍ قدْ قُدِّرَ* وحَملناهُ على ذاتِ ألواحٍ ودُسُرٍ”.

اختلف العلماء في تحديد المدة التي استمر فيها الطوفان حيث أغرقت الأرض تمامًا فكانت المياه تغطي أعلى قمم الحبال الموجودة على وجه الأرض مما تسبب في إهلاك كل المخلوقات خارج الفلك، وقيل بأن الفلك استقر في أرض الموصل بعد أمر الله ” وقيلَ يا أرضُ ابْلعي ماءَكِ ويا سماءُ أقْلِعي وَغيضَ الماءُ وقُضِيَ الأمرُ واستوت على الجودي وقيلَ بُعدًا للقومِ الظالمينَ”، و” قيلَ يا نوحُ اهبط بسلامٍ مِنَّا وبركاتٍ عليكَ وعلى أمَمٍ مِمَّن معكَ وأممٌ سنُمَتِّعُهُم ثمَّ يَمَسُّهُم مِنَّا عذابٌ أليمٌ”.

لقب نوح عليه السلام بابو البشرية الثاني حيث أن كل النسل الذي عمر الأرض بعد حادثة الطوفان من نسل نوح فقط فالبشر ممن نجوا مع نوح لم يكن لهم نسل وذلك تصديقًا لقول الله عز وجل ” وجَعلنا ذُريتهُ هُمُ الباقينَ”.

حدد العلماء عمر نوح بأنه عاش تقريبًا الف وسبعمائة وثمانون عامًا، أما فيما يخص اين دفن نوح عليه السلام فقد اختلف العلماء في تحديد المكان فهناك من قال بأنه دفن بالمسجد الحرام، وهناك من قال بأنه دفن في البقاع في قرية تسمى كرك نوح، وهناك من قال بأنه دفن في الموصل.


المصدر : قصص واقعية

قصة يونس عليه السلام صاحب الحوت

المشاهدات


هو يونس بن متى بن ماثان بن رجيم بن ايناشاه بن سليمان، إشتهر بأسم يونس بن متى، وذو النون، ويعرفه اليهود والمسيحيين بأسم يونان بن أمتاي، ويقال أنه من أسباط  بنيامين بن يعقوب وهو أخو يوسف الصديق من أمه راحيل.

أرسل يونس عليه السلام لقوم سكنوا مدينة نينوى الموصل في العصر الحالي، وكانت المدينة بأسرها لا تؤمن بالله الواحد القهار، وكان عدد سكانها 100 ألف، ولم يؤمن مع يونس أحدا قط، وأذوا يونس وسخروا منه، وأتهموه بالجنون والسحر، قال تعالى:( إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)، ولكن يونس عليه السلام صبر وتحمل كثيرا، حتى جاء يوم نفذ صبره تماما، وغضب من قومه غضبا شديدا وأخبرهم أن ينتظروا عقاب الله لهم، لكنهم عاندوا وأتستكبروا أكثر وأكثر، فرحل عنهم وتركهم.

وبعد ذلك تغير الحال في نينوى، وأحس الناس أن هناك شئ عظيم سوف يحدث، فخافوا وبكوا وأستغاثوا بالله لكي يرحمهم وينقذهم، ويرفع عنهم الكرب والعقاب، فآمن كل من في القرية، وندموا على ما فات من كفر وعناد، وتابوا إلى الله العزيز التواب، قال تعالى: (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).

ولما ترك يونس قوم نينوى لأنه سئم منهم ومن عنادهم وكفرهم، وخرج دون أن يأذن له الله تعالى بالخروج من القرية، توجه للبحر وركب أول سفينة وجدها، وكانت السفينة تحتوي على الكثير من البضائع والناس، ولما حل حل الليل، إرتفع الموج، وهبت الرياح، وإهتزت السفينة بمن فيها، وصاح من فيها، فألقى البحارة بكل البضائع الموجودة بالسفينة لكي لا تغرق السفينة، ولكن السفينة بدأت في الغرق شئ فشيئا، فقرر الناس بالقيام بقرعة لإختيار من يلقى من الناس من السفينة، لكي ينجوا الباقون، فكانت نتيجة القرعة في 3 مرات متتالية، إلقاء يونس في البحر، فإلقى يونس بنفسه في البحر، فبلعه الحوت، الذي أوحى له الله أن لا يؤذي يونس، قال تعالى:( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ)،وفي ظلام الليل، وظلام بطن الحوت، وظلام أعماق البحر، سمع يونس الأسماك ومخلوقات تسبح وتحمد الله تعالى، وأدرك أنه أخطأ بخروجه من نينوى دون أذن الله، فسجد وصلى ودعا فقال وكله رجاء، قال تعالى:( فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ).

قال تعالى:( فلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، فلفظ الحوت يونس من جوفه على شاطئ من شواطئ البحر، وكان جلده قد رق، ودب في جسمه الضعف والوهن، فأنبت له الله تعالى نبتة اليقطين، فإستظل بورقها الكبير، وأكل ثمرها اللذيذ، الذي أمده بالقوة، ولما أستعاد قوته قررالعودة لقوم نينوى، فعاد لها فوجد أهلها أصبحوا مؤمنين.

لما مات يونس دفن في قبر بني حوله جامع سمي بإسم جامع النبي يونس في الموصل بالعراق.

كل قصة من قصص الأنبياء دليل على أن من يكون مع الله، ويتقي الله، ويتبع أوامر الله، ويبتعد عن كل ما نهى عنه الله تعالى، فاز بالخير في الدنيا والآخرة.


المصدر : قصص واقعية

قصة سيدنا سليمان والنملة قصة جميلة للأطفال

المشاهدات


أكرم الله تعالى سيدنا سليمان  عليه السلام مثلما أكرم والده داوود عليه السلام، فقد كانا عبدين صالحين من عبيد الله الصالحين، حيث قال تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَ سليمان  عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال تعالى أيضا: ( وَدَاوُودَ وَسليمان  إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ  (78) فَفَهَّمْنَاهَا سليمان  وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ  (79) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ  (80) وَلِسليمان  الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ  (81) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ).

خص الله تعالى سيدنا سليمان  عليه السلام ورزقه نعم كثيرة لا تعد ولاتحصى، ومن النعم التي رزقه إياها أن سخر في خدمته الإنس والجن والحيوانات والطيور والرياح والشياطين، قال تعالى:( وَلِسليمان  الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ  (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ،وعلمه لغات الطير وجميع الحيوانات بتنوع أنواعها، قال تعالى:( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَ سليمان  عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ  سليمان  دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ  (16) وَحُشِرَ لِسليمان  جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ).

يوم ما تحرك سيدنا سليمان  عليه السلام وجيشه العظيم المكون من أعداد كبيرة من الجن، والإنس، والطيور، والحيوانات، وكان موكب الجيش عظيما، ويمتلك من الأسلحة الكثير والكثير، وكان الجيش دائما يتحرك في صفوف وفي انتظام متناهي، ومر الجيش فوق أرض بنى النمل فيها بيوتهم.

ولما رأت أحدى النمل موكب جيش سيدنا سليمان  عليه السلام قادما  في اتجاه بيوت النمل، ورأت قوته، صرخت بأعلى صوتها، وقالت: ( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سليمان  وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، وقفت النملة بكل شجاعة وقوة تنقذ بيوت كل النمل من هلاك مؤكد، وقفت ولم تهرب لكي تنجو بحياتها، بل ضحت بحياتها من أجل أمة النمل أجمع.

ولما سمع سيدنا سليمان  عليه السلام حديثها مع أبناء أمتها من النمل ابتسم، وقال مناجيا ربه الكريم الوهاب: ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، وأمر سيدنا سليمان  عليه السلام جيشه العظيم أن يغيروا مساره حتى لا يتم دهس بيوت النمل ولا يهدموها أثناء سيرهم.

ونلخص من قصة سيدنا سليمان  عليه السلام والنملة، أن النملة لما نادت النمل ، كان النمل منتشر، كل نملة تؤدي عملها، ولم يكن في وقت راحة أو استجمام، ولما أمرتهم النملة بالدخول لبيوتهم سمعوا منها دون تردد أو تخاذل، وأن النملة التمست العذر لجيش سيدنا سليمان  عليه السلام بأنهم سيحطمون النمل دون قصد أو غرض أو شعور، وقالت: (وهم لا يشعرون)، ونرى أيضا أن النملة أدارت الأزمة في ثواني معدودة وبحزم وحنكة ووعي.

المصدر : قصص واقعية

قصة هدهد سليمان قصة جميلة للكبار والصغار

المشاهدات


كانت لسليمان عليه السلام واحدة من القصص الشهيرة مع هدهد وكان هذا الهدهد ضمن جنوده، وقد اشتهر سليمان بدقته وحسن تنظيمه ومتابعته لجنوده ولأمورهم صغيرها وكبيرها، وكان الهدهد في جيش سليمان عمله هو البحث عن أماكن تواجد الماء لما يمتلكه من قدرة على رؤية الماء في الأرض من ارتفاعات عالية، وفي إحدى الأيام تفقد سليمان أماكن الطير في جيشة فلم يجد الهدد، إلا أنه قيل بأن الطيور كانت تقوم بدور المظلة التي تحمي نبي الله سليمان من أشعة الشمس وفي إحدى المرات لاحظ سليمان أن الهدهد ليس بينهم ومكانه فارغ، فبدأ يسأل عنه وعن سبب تغيبه وعدم وجوده بين الصفوف وطلب من قادته أن يذهبوا ليتفقدوا ما حل ويحضروه.

كان سيد الطيور في الجيش هو العقاب فخرج بحثًا عنه فوجده وهو أت فاستحلفه بالله أن يتركه فتركه، وتقدم الهدهد إلى مجلس نبي الله فسأله لما تغيبت، فقال الهدهد لقد رأيت وعلمت ما لا تعلمه، لقد رأيت قومًا في بلاد اليمن في مملكة تسمى سبأ وتتولى أمرهم ملكة تسمى بلقيس ولها عرش ليس له مثيل في الأبهة والزخرفة وقد آتاهم الله الكثير من النعم إلا أنهم لا يعبدون الله بل يعبدون الشمس، فقال له سنرى هل صدقت أم إنك كاذب فكتب رسالة إلى بلقيس وسلمها للهدهد الذي ألقاها على الملكة وابتعد قليلًا وبدأ يراقب ردود أفعالهم تنفيذًا لأمر سليمان عليه السلام.

عرضت بلقيس كتاب سليمان على وزرائها وتداولوا الأمر بينهم ما بين الحرب والمهادنة وانتصر رأي المهادنة، فأرسلت الملكة رسلها تحمل الهدايا وكان الهدد يتابع وينقل الأخبار لسليمان، فجهز سليمان جيشه في استبقال الوفد حتى يدب الرعب في القلوب، فقدم الوفد الهدية وقدم معها الرفض لدعوة سليمان فرد هديتهم وأرسل رسالة من التهديد للملكة أن يأتيها بجيش لم ترى له مثيل، فقررت التوجه إليه بنفسها وقد فعلت، فطلب سليمان من جنوده أن يحضروا له عرش سبأ فقال العفريت أنا أحضره قبل أن تقوم من مكانك ولكن حافظ الكتاب عرض أن يحضره في طرفة عين بإذن الله وفعل.

” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ  (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ  (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ  (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ  (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ  (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ  (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ  (26) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ  (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ  (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ  (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ  (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ  (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ  (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ  (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ  (35) فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ  (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ  (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ  (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ  (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ”.

وحين جاءت ورأت عرشها اسلمت لله ودخلت في دين الله وامنت بسيدنا سليمان عليه السلام


المصدر : قصص واقعية

قصة لقمان الحكيم قصة جميلة للكبار والصغار

المشاهدات


ذكر الله تعالى في الذكر الحكيم قصة لقمان الحكيم حيث قال تعالى في سورة سميت بسورة لقمان تكريما وتقديرا من الله للقمان الحكيم:( وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ *وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ *يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ *)، فلقمان بن ياعور هو ابن اخت أيوب عليه السلام، ويقال أنه ابن خالة أيوب عليه السلام، كان من بلاد النوبة أي من أسوان الموجودة بمصر، فقد ولد بها وترعرع بها، واختلف العلماء حول مهنته فقال البعض أنه كان نجارا، وقال آخرون أنه كان راعي غنم، وقيل أيضا أنه خياط، وكان قد قيل أنه عاصر النبي داوود عليه السلام، أنعم الله عليه بالحكمة، و تعلم من داوود عليه السلام، وقال النبي صل الله عليه وسلم عنه أنه عبد أحب الله فأحبه الله كثيرا، فأنعم عليه بنعمة الحكمة، وقال النبي صل الله عليه وسلم كان لقمان كثير التدبر، حسن الظن، قليل الكلام.

كان لقمان الحكيم من عبيد الله الصالحين ولم يعطى نعمة النبوة، وقد أوصى لقمان ابنه الكثير من الوصايا،  فقد أمره بعدم الشرك بالله، فالشرك ظلم بين، قال البخاري: حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على أصحاب رسول الله وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟! فقال رسول الله: (إنه ليس بذاك ألم تسمع إلى قول لقمان يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)، وقال صل الله عليه وسلم: ( لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا ما كان)، وأمر لقمان ولده بأداء الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحثه على الصبر، فالصبر السبيل الوحيد للفرج، وأكد عليه بعدم التكبر على الناس، وأمره بالاعتدال في مشيته وعدم التبختر في المشية، وأكد عليه التحدث بصوت معتدل، فالصوت العالي قبيح ولا يوجد أقبح من صوت الحمار لعالي، وهناك العديد من الوصايا للقمان لولده، استفاد منها الكثير من المسلمين وكل من قرأ سورة لقمان.

وأول المواقف التي ظهرت فيها حكمة لقمان، عندما دخل الرجل الذي يعمل عنده لقضاء الحاجة، فأطال فنصحه بعد تكرار هذا لأن هذا يمرض الكبد، ويسبب نزول البواسير، فكتب سيده هذه الحكمة على باب الخلاء، وقال لقمان أيضا لا يوجد أطيب من اللسان والقلب إذا كانا طيبين، ولا يوجد أخبث من اللسان والقلب إذا أصبحا خبيثين، لما توفي لقمان دفن في مدينة بيت لحم بالتحديد في المغارة التي ولد فيها المسيح عيسى بن مريم، ويقال أن قبره في شرق بحيرة طبرية، وظل الناس يذكرون حكمته وزهده حتى بعث يونس بن متى عليه السلام، ويبقى في النهاية التذكير أن القرآن الكريم لم يذكر بالتحديد العصر الذي ظهر فيه لقمان الحكيم.


المصدر : قصص واقعية

قصة السيدة هاجر أم اسماعيل عليه السلام

المشاهدات


اعداد : خالد خلاوي

هاجر نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام وزوجته سارة إلى مصر، وعاشا هناك فترة من الزمن، ولما كبرت السيدة سارة ولم تنجب، طلبت من سيدنا إبراهيم أن يتزوج من جاريتها هاجر عسى الله أن يرزقه منها الولد.

وتزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر، وأنجبت له إسماعيل، وأمر الله تعالى- ولحكمة يريدها عز وجل نبيه إبراهيم عليه السلام أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل إلى صحراء مكة القاحلة حيث لا زرع فيها ولا ماء ولا أنيس ولا رفيق، ونقلهما إبراهيم إلى الصحراء وترك لهم تمرا وماء، وهم بالانصراف فنادته زوجته : إلى أين تتركنا يا إبراهيم وتذهبود فلم يلتفت إليها، فنادته من جديد : الله أمرك بهذا؟ فيهز رأسه سيدنا إبراهيم ثم ينطلق.. فقالت باطمئنان ويقين: إذن لن يضيعنا الله.

وانصرف إبراهيم عليه السلام وهو يدعو الله عز وجل :  رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (ابراهیم الاية ۳۷).

واحتملت الأم حر الصحراء وأخذت تعتني بوليدها وترعاه إلى أن نفد التمر والماء، وجف لبنها، فلم تجد ما ترضعه لإبنها إسماعيل. واحتارت أين تبحث عن الماء وصراخ وليدها يشتد من الجوع والعطش فأخذت تجري بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات للعثور على الماء حتى أرهقها التعب.. وطفلها الرضيع مستمر في البكاء، وبينما هي كذلك، بعث الله جبريل عليه السلام ليضرب الأرض بجناحه، لتخرج عين ماء بجانب قدمي الصغير، فهرولت الأم نحو الماء حامدة الله على نعمائه، وأيقنت أن الله معها ومع طفلها .

وأخذت تشرب هي وصغيرها، ومن شدة خوفها على الماء أن ينفد أخذت تجمعه بيديها وتقول : زمي زمي، فسميت عين زمزم التي يشرب منها أهل مكة وحجاج بيت الله إلى اليوم. ومرت الأيام والسيدة هاجر وولدها إسماعيل وحدهما في هذه الصحراء، حتى أقبل إليهم أناس من قبيلة جرهم، ولما رأوا الماء، طلبوا منها السكن بجوارها، ومشاركتها الشرب من ماء زمزم، فاستأنست بهم، وعاشت بينهم تربي طفلها وتعتني به، تربيه على الإيمان بالله عزوجل وحب الخير، وشب سيدنا إسماعيل بينهم وتعلم منهم اللغة العربية، وفرحت الأم وهي ترى ابنها قد كبر وأصبح شابا. وتوفيت الأم العظيمة السيدة هاجر رضي الله عنها وعمرها 90 سنة، ودفنت بجانب بيت الله الحرام.

المصدر : قصص واقعية